كشف أكبر مصنِّع للأعلاف المركبة (البديلة للشعير) في السوق السعودي عن توجه جديد لإنتاج 4 ملايين طن من الأعلاف المركبة في غضون 3 سنوات. وتعهد المصنِّع برفع طاقات الإنتاج تدريجيا لتعويض كميات نقص الشعير, والتي انخفضت 20 مليون طن عن العام الماضي, بسبب حالات الجفاف والحرائق في البلدان المنتجة لسلعة الشعير. تأتي هذه التطمينات في أعقاب ارتفاعات متتالية سجلتها سلعة الشعير في أسواق الأعلاف, بعد أن تجاوز سعر كيس الشعير 52 ريالا. ويعتمد مربو الماشية التقليديين اعتمادا كليا على سلعة الشعير لتغذية مواشيهم, لكن الدكتور عبدالملك الحسيني الرئيس التنفيذ لشركة أراسكو قال إن قناعات المربين تولدت منذ 30 عاما, وهي سياسة خاطئة وثابتة لم تتغير. وأقر الحسيني وهو يتحدث في مؤتمر صحافي على هامش انطلاق المعرض الزراعي السعودي أمس الأول بالتحديات التي تواجه صناعة الأعلاف المحلية والمتمثلة في قناعات المربين في سلعة "الشعير", قائلا" نواجه تحديا كبيرا في التسويق". الصناعات الوطنية للأعلاف البديلة تخفض استهلاك 5 مليارات متر مكعب من المياه الجوفية سنوياً وأكد الحسيني أن القيمة الغذائية لكيس العلف المركب تعادل ما قيمته 23 أضعاف كيس الشعير, محذرا في الوقت ذاته من استنزاف الثروة المائية جراء تأمين أعلاف خضراء وأعلاف مالئة تتطلبها تغذية المواشي في حال الاستمرارية على سلعة الشعير. وقال" نساهم في خفض استهلاك 5 مليارات متر مكعب من المياه الجوفية سنويا, ما يعادل ربع الطلب الكلي على المياه في المملكة". وزاد" لانزال نزرع البرسيم ولانزال نرعى الصحراء", منبها إلى خطورة لاتساع فجوة التصحر, مؤكدا على أهمية صناعة الأعلاف البديلة. وطمأن الحسيني مربي الماشية , قائلا" لدينا توسعات كبيرة في خطوط الإنتاج , وإنتاجيتنا ترتفع تدريجيا , وتتواكب مع الخطة الوطنية للأعلاف الرامية لإيجاد بدائل للشعير, وسنضخ 4 ملايين طن من الأعلاف المركبة في السوق المحلية بحلول عام 2014, لكنه قال ان الخطة الوطنية للأعلاف ليست مفعلة تماما في الوقت الراهن, موضحا" الخطة مطبقة جزئيا, وهناك تفهم من 3 جهات حكومية لتطبيقها بشكل تام. وأضاف" الشعير سلعة ممتازة, لكن الاعتماد عليه لوحده يتطلب أعلافا خضراء وأعلافا مالئة لتوفير ألياف في تغذية الحيوانات المجترة", موضحا" تلك الأعلاف الخضراء تستنزف موارد مائية تتعارض والخطة الوطنية التي تشجع على صناعة الأعلاف المركبة". واستطر الحسيني" نحن بحاجة ماسة إلى تصنيع الأعلاف المركبة, إذ انه ليس من السهل على المربي الصغير بإمكانياته المحدودة القيام بشراء مواد العلف المختلفة من مصادر إنتاجها بأسعار مناسبة, خاصة إذا كانت الكميات التي يحتاجها صغيرة, إضافة إلى تحمله لتكاليف الفيتامينات والأملاح المعدنية والمضادات الحيوية والإضافات الغذائية التي تدخل في العليقة بنسب بسيطة, كما لا تتوفر عند المربين وسائل تجهيز وخلط لمواد العلف الخام ولا يمكنه الحصول على علف متجانس بوسائل التجهيز والخلط الأولية, وليس باستطاعة المربي العادي ان يلم بدقائق التغذية العلمية للحيوانات التي تتناسب مع أغراض الإنتاج الحيواني, لذا فإن وجود مصانع الأعلاف المركبة البديلة تساعد المربين على الحصول على عليقة متوازنة تفي بحاجة الحيوان".