تبذل شركات سعودية تصنعّ الأعلاف المركبة جهوداً كبيرة لتوعية مربي الماشية بالأعلاف المركبة ومقارنتها باستخدام الشعير ، والتحول إلى العلف الكامل والمتوازن للحصول على تكلفة الشراء الأقل ومعدلات تحويلية أعلى وكذلك صفات مرغوبة للمستهلك. ومن المقرر أن تشهد سبع مناطق رئيسة في المملكة تدشين حملات توعوية مكثفة هي الأولى من نوعها في البلاد، هدفها توعية المربين بالأعلاف المركبة وتغيير سلوك المربين عبر التحول إلى مصانع الأعلاف المركبة الغنية بالعناصر المفيدة ذات القيمة العالية للماشية. ويتزامن إطلاق هذه الحملات مع اعتماد الحكومة مؤخراً للخطة الوطنية لتشجيع صناعة الأعلاف المركبة التي تقضي بدعم المواد الداخلة في صناعة الأعلاف بناءً على محتواها الغذائي من الطاقة والبروتين، وتستهدف تقليل الاعتماد على الشعير كعلف أساسي ومن ثم توفير الموارد المالية المنصرفة عليه كإعانات تزايدت إلى مستويات عالية في غضون سنوات قليلة، إلى جانب تعزيز الأمن المائي من خلال إيقاف هدر المياة الجوفية المستنزفة في زراعة الأعلاف الخضراء وذلك بتمكين صناعة الأعلاف من إيجاد بدائل اقتصادية للأعلاف الخضراء، وتخفيف الضغط على المراعي الطبيعية. ومن أبرز ملامح الخطة الوطنية أن تعمل وزارة الزراعة على تقدير الأعلاف المنتجة محليًا وحال المراعي وإنتاجيتها بشكل دوري، ومتابعة أسعار الذرة الصفراء وكسب فول الصويا (وهما أشهر مدخلين علفيين في تغذية الحيوان) في الأسواق العالمية، والتعاون مع اللجنة الوزارية المكونة من وزراء المالية والتجارة والصناعة والزراعة بمراجعة حصص مصانع الأعلاف وتقدير نسبة الإعانة على مدخلات الأعلاف. وشهدت مدينة الخرج الأسبوع الماضي ، إطلاق الشركة العربية للخدمات الزراعية " أراسكو" للحملة التوعوية الأولى التي تضمنت مسابقة موجهة لمربي الماشية حول كيفية حساب تكلفة التعليف بشكل صحيح ومبسط، كما يصاحب الحملة مقابلات مع المربين لتوعيتهم وتثقيفهم بكل ما يتعلق بالتغذية السليمة للماشية بحيث لا يكون استخدام الشعير والبرسيم فقط هو الغذاء الرئيسي لمواشيهم والتحول إلى العلف الكامل والمتوازن للحصول على تكلفة الشراء الأقل ومعدلات تحويلية أعلى وكذلك صفات مرغوبة للمستهلك. وقال الدكتور طارق الشويمي مساعد الرئيس التنفيذي للتسويق والمبيعات في أراسكو، أن هذه الحملة تدعم "الخطة الوطنية لصناعة الأعلاف" وتعمل على التقليص من استهلاك الشعير، الذي وصفه بأنه قليل الفائدة الغذائية، مشيرًا إلى أن طريقة استهلاك الشعير في الوقت الحالي تجعله يفقد نحو 30 في المائة من قيمته الغذائية، داعياً إلى أهمية دعم "الخطة الوطنية لصناعة الأعلاف" للحصول على مواد غذائية للحيوانات ذات قيمة غذائية مرتفعة، وقابلية هضم أعلى. وأكد الشويمي أن تحول مربي الماشية من العلف التقليدي إلى العلف الكامل سيساهم في تقليص زراعة الأعلاف الخضراء محلياً وذلك بتمكين صناعة الأعلاف من إيجاد بدائل اقتصادية للأعلاف الخضراء ومن ثم إيقاف هدر المياه الجوفية عليها، ما يعني توفيرا لاستهلاك المملكة للمياه بنسبة تصل إلى 30 في المائة من حجم المياه المستهلكة سنوياً، كما تعتبر الميزة الاقتصادية ميزة أخرى يتميز بها العلف المركب مثل علف "وافي" عن الشعير الذي يعتبر علف مركز يحتاج إلى إضافة المادة المالئة وهي البرسيم وبالتالي يضطر المربي إلى تكبد تكاليف باهظة جراء شرائه للبرسيم، في حين أن علف " وافي " لا يحتاج إلى أية إضافات وبالتالي يخفض التكاليف بنسبة تصل إلى 50 في المائة شريطة عدم إضافة أية مكونات معه".