كان قائد النصر حسين عبدالغني صريحا وهو يحمل الإدارة مسؤولية تراجع مستوى الفريق بسبب عدم صرف رواتب اللاعبين وحضور التدريبات، وإذا كان الكثير استغربوا هذه الصراحة وشبهوها ببداية البركان بعدما ظنوا انه لن يجرؤ على قول مثل هذا الكلام فهذا يعكس شعوره بخطورة الوضع وحرصه على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والغريب أن هناك منهم مطلعين على الوضع العام للفريق أكثر من عبدالغني ومع هذا التزموا الصمت قبل وبعد تصريح اللاعب وجاملوا الإدارة على حساب مصلحة الفريق الذي يترنح. النصر الذي استيقظ بعض الصحفيين الموالين للإدارة العام الماضي بعدما عرفوا الحقيقة وأكدوا أنه يعاني من أزمة فكر أصبح مجردا من الكثير من الشرفيين المؤثرين أمثال الأمير محمد بن عبدالله وحسام الصالح وسامي الطويل وسليم عجينة وعمران العمران وغيرهم، وهذا يكشف أمورا عدة منها: محاولة التهميش التي تعرضوا لها، والحساسية المفرطة تجاههم خصوصا حول ظهورهم الإعلامي الذي يعتبر حقا مشروعا لهم مادام أنهم يواصلون الدعم ويقفون خلف الإدارة، وترك الميدان للإدارة لمعرفة ماذا ستقدم وهي التي تتضايق من وجودهم حسب ما يتم تداوله بين النصراويين؟ والمشكلة أن الكثير من الأقلام الصفراء لم تكن صادقة مع الإدارة بالدرجة الأولى لذلك ظلت تجامل بطريقة أضرت لأنها تعطي إيحاء أن العلة في المدرب واللاعبين دون التطرق للجانب الإداري والوعود العرقوبية، وهنا صدقت الإدارة أنها فعلت ما لم تفعله أي إدارة سابقة حتى لو كان بحجم انجاز الرئيس السابق الأمير فيصل بن عبدالرحمن الذي أوصل النصر إلى العالمية، فضلا عن تعمدها ترك مناقشة الأحوال الداخلية للفريق والتفرغ عبر المقالات والحضور الفضائي إلى مهاجمة الأندية الأخرى بينما فريقها يغرق بالمشاكل الإدارية والأزمات المالية وتوتر علاقاته بالبطولات سنوات طويلة. أيضا من مشاكل النصر أن أي إدارة أو أي شرفي يأتي إلى النادي يريد مسح نجاحات من سبقه ومحاولة تقمص شخصية رجل كل المراحل دون الحرص على أن تكون نجاحاته إذا تحققت امتدادا لنجاحات من سبقه في إطار تسلسلي يربط بين أجياله، وتلك أزمة عانى منها النصر، واذكر أن شرفيا عندما سئل العام الماضي عند أحوال النادي قال ان الإدارة الحالية - ويعني إدارة الأمير فيصل بن تركي - ورثتها عن الإدارة السابقة، والغريب أن هذه الأخطاء استمرت العام الحالي ولم ينصلح الحال، ولم يدعم هذا الشرفي، وبكل أمانة فإن النصر ليس بحاجة إلى أولئك الشرفيين الذي ارتقوا على أكتافه عبر الفضاء والصحف ويحاربون كل من يريد خدمة النادي بالعمل والمال، والأسوأ أنهم لم يدعموه بما يستحق وما بلغوه على حسابه من شهرة وربما هم فهموا بالمقلوب وظنوا أن خدمته تتحقق بمهاجمة المنافسين والسهر على التنقيب عن أخطائهم. للكلام بقية العمل الاحترافي ليس قضاء معظم الوقت في التصريحات الرنانة عبر الفضاء والصحف والحرص على تنشئة جيل عبر القنوات ووسائل الاعلام الاخرى يطبل لهذا ويهاجم ذاك، انما بذل وتخطيط واحتواء المشاكل ولمّ شمل أعضاء الشرف، وقبل ذلك توفير الدعم المادي.. فهل أدركت بعض الأندية هذا الشيء، أم أن للإخفاقات بقية؟