عانى النصر منذ فترة طويلة من سوء أوضاعه الادارية والفنية، وعلى الرغم من المسكنات في عهد إدارات عدة، إلا ان الاخفاقات استمرت، كل ما تقدم الفريق خطوة الى الأمام تراجع ضعفها الى الوراء، وسط مطالبة جماهيرية بالعودة الى العصر الذهبي، دون الادراك بالواقع الصعب الذي يعيشه الفريق، فهو باستثناء المهاجم سعد الحارثي وعدد محدود جداً يعاني من شح المواهب والنجوم على الرغم ترقيعات الادارة الحالية، وهي الادارة التي ربما تعد الأكثر من حيث ضخ الملايين في محاولات عاجلة لإعادة الفريق الى وضعه الطبيعي. على المستوى الشرفي عانى النصر من تدخلات لا تهدف الى مساعدة الإدارات المتعاقبة ودعمها ماديا ومعنويا، إنما اصدار البيانات والبروز والتواجد في الواجهة واستثمار الوهج الإعلامي الذي يحظى به الفريق حتى وهو في أسوأ حالته لصالحها، كما أنه عانى من إعلاميين ينتمون اليه يظنون أنهم أوصياء على النادي، وأنه لابد من رفع سماعة الهاتف عليهم في كل صغيرة وكبيرة، وما لم تأخذ الإدارة رأيهم في كل خطوة تقدم عليها فالويل لها. هناك فئة شرفية وإدارية لا تريد لأي إدارة قادمة أي نجاح واسألوا إدارة الأمير سعد بن فيصل التي أجبرت على الرحيل، لذلك فإن هذه الفئة التي يعرفها النصراويون جيدا تبذل ما يمكن بذله لكي تؤثر سلبا حتى لا ينجح صاحب القرار ويحسب هذا النجاح لصالحه، وبالتالي يستمر النادي تحت سيطرتها، هناك أندية يوجد بها خلافات وصراعات، وهذا شيء مسلم به ولكنها لا تنشر غسيلها على الملأ وعبر الإعلام، اما في النصر فالوضع مختلف تماما، هناك صراعات معلنة وهناك حرب عبر وسائل الإعلام وحتى عبر التسجيلات الصوتية. كيف تنتظر جماهير النصر تعافي الفريق وتعزيز عمل الادارة الى الافضل وتحرر اللاعبين من الاحباطات، وهناك من يعمل خلف الكواليس وأحيانا بصورة ظاهرة؟، كيف تريد ان يتحقق هذا وهناك من يؤلب الجماهير ضد الادارة والشرفيين بعدم التكاتف معها؟، أعتقد ان الأمر صعب جدا. باختصار علة النصر (منه وفيه) ولا علاقة للتحكيم ولجان اتحاد الكرة او أي أطراف أخرى بمشاكله القائمة. (فارس نجد) لابد ان يتحرر من قناعات المعسكر القديم حتى يقنع جماهيره ويسعد نفسه ويحقق آمال إدارته وجماهيره، هناك نصراويون لا يريدون الاعتراف بالواقع المر، يظنون ان فوز الفريق في مباراة او مباراتين وهزيمة المنافسين حتى على مستوى الفئات السنية يعني زوال كل الاحباطات والسلبيات وعودة نصر ماجد والجمعان وخميس والهريفي، بينما الحقيقة المرة تشير الى ان ما يعيشه النصر من إخفاق هو من صنع بعض النصراويين الذين لا يحبون أي نجاح لأي إدارة ما لم يكن هم المشاركون في اتخاذ القرار وتسجيل اللاعبين واستقدام المدربين والاستمرار في الواجهة ، لذا فإن الادارة الحالية حتى لو حاولت وبذلت ودفعت الملايين وجلبت للنادي أكثر من لاعب محلي وأجنبي لن تفلح ما لم تزول أسباب الاخفاق التي يعرفها النصراويون أكثر من غيرهم ولكنهم يتجاهلونها!