يعيش فريق النصر حاليا فراغاً إدارياً واضحاً خلَّفه استقالة سلمان القريني من منصبه كمدير عام على الرغم مما يبذله رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي من دور واضح لسد هذا الفراغ، فضلا عن العمل الملموس الذي يضطلع به المنسق الإداري سالم العثمان الذي يبتعد عن واجهة الإعلام مفضلاً العمل في صمت، وإذ شكل اعتذار النجم النصراوي الكبير وأسطورته الشهيرة ماجد عبدالله عن القيام بالمهمة الصعبة مأزقاً جديداً لإدارة النادي، فإن التريث الذي ينتهجه الرئيس النصراوي في البحث عن بديل أمر يحسب له، لأن تواجد الرجل المناسب في المكان المناسب أمر مهم، خصوصاً وان القريني كان شخصية إدارية فذة، إن على مستوى الوعي الإداري أو النضج السلوكي. وإذ يتداول إعلامياً جملة أسماء نصراوية لتولي منصب إدارة الكرة كاسم اللاعبين السابقين علي كميخ وفهد الهريفي، فقد أبدى معظم النصراويين حماساً لتولي كميخ المهمة نظراً لما يتمتع به من خبرات فنية وإدارية كبيرة كوَّنها من عمله خلال أكثر من عقدين إن على الصعيد الفني أو الإداري، سواء من خلال عمله في النصر أو المنتخبات الوطنية، وكذلك من تجاربه الثرية والحافلة بالنجاح في غير نادٍ سعودي أبرزها مع الاتحاد والوحدة، فضلا عن عمله الناجح مع المنتخب السعودي الأول إذ لعب فيه أكثر من دور، لاسيما في فترته الأخيرة حيث عمل منسقاً إدارياً وفنياً إبان فترة المدير السابق للمنتخب فيصل عبدالهادي. ناهيك عن حضوره كمحلل تلفزيوني في الأعوام القليلة الماضية. في المقابل فإن طرح اسم الهريفي لم يجد أدنى درجات الترحيب لشرائح الوسط النصراوي كافة، على الرغم من تفوق نجوميته كلاعب على كميخ؛ لكن وعي النصراويين بحاجة فريقهم الماسة لإداري من ذوي الخبرة والثقافة جعلهم لا يلتفتون للهريفي؛ وزاد على ذلك فإن الجماهير النصراوية خصوصا والسعودية عموما تعلم بأن الهريفي وطوال مسيرته الرياضية لم يكن اللاعب النموذج بدليل ما تعرض له من إيقافات إن على مستوى المنتخب او ناديه إلى حد كادت تعصف بمستقبله الكروي، فضلا عن تجاوزاته التي يرصدها المتتبعون لمشواره الكروي. ولم يقف الاعتراض على الهريفي من جهة النصراويين على مسيرته كلاعب، بل حتى على أدائه الإعلامي بعد اعتزاله إذ أدخل نفسه ولازال يدخلها في متاهات إعلامية بسبب عدم تمكنه من أدوات الحضور الإعلامي؛ وهو ما جعل النصراويين يحتفظون في ذاكرتهم بالعديد من المواقف السلبية له كاتهامه قبل ثلاثة مواسم لاعبي النصر بالتدخين بين شوطي المباريات، فضلا عن دخوله في تصادم مع بعض الشرفيين ولعل ذلك كان سببا في فشله حتى اللحظة في إقامة حفل اعتزال له على الرغم مما يبذله من جهد في ذلك.