فترات رئاسية متلاحقة.. وإدارات نصراوية متعاقبة... رئيس خلف الآخر طوال الأعوام الخمسة الماضية لم يستطع أي منهم أن يعين مديرا ثابتا للفريق الأول لكرة القدم. منصب تعاقب عليه الأسماء التي كان معظمها من اللاعبين السابقين بالنادي ولم يكمل منهم مسيرته قبل موعد النهاية. كرسي ساخن يتركه من يجلس عليه فور اشتعال فتيل النقد الجماهيري والإعلامي ضده بدليل تولي خمسة أشخاص المهمة منذ 2005 كان آخرهم سلمان القريني الذي تدور أنباء حول وجود وساطات لإعادته مجددا خصوصا في ظل فشل المحاولات للتوصل إلى شخصية سادسة لتسيير دفة الفريق إداريا. النتائج المتواضعة وعند تقليب صفحات الماضي النصراوي والعودة إلى عام 2005 خلال فترة تولي الأمير سعد بن فيصل مهام رئاسة نادي النصر أسندت المهمة إلى حسام الصالح الذي لم يستمر في منصبه لأكثر من شهرين.. بل إن الرئيس بنفسه فضل الرحيل وترك النادي ليأتي الأمير فيصل بن عبدالرحمن ويستلم زمام الأمور ويدير دفة النادي الإدارية في منتصف ذلك الموسم وبدوره اختار لاعب النصر السابق أحمد بن نصيب لتولي المهام الإدارية على الفريق الكروي إلا أن الحال لم يتغير ولحق بالصالح في غضون أشهر لتبحث الإدارة عن اسم لامع له خبرته ويحظى بشعبية داخل الجماهير النصراوية واستقرت بها رحلة البحث على اللاعب محيسن الجمعان الذي انتظر منه الجميع أن يستمر مع الفريق ويساهم في استقراره إلا أن النتائج النصراوية المتواضعة جعلته يسلك طريق من سبقوه بعيدا عن مسرح العمليات الدائم بعد ثلاثة أشهر من تولي المهمة. الرؤية الضبابية تقلبات كثيرة عاشها الطاقم الإداري للفريق الكروي النصراوي كانت تبحث عن الاستقرار من خلال الاسم الأقوى والأبرز حضورا لعل وعسى ينعكس هذا الأمر على النتائج وهو الهدف الذي قدم من أجله طلال الرشيد الذي كان الأكثر ثباتا بين جميع من تسلم المنصب إلا أن تقديمه لاستقالته قبل انتهاء فترة رئاسة الأمير فيصل بن عبدالرحمن أعاد الرؤية إلى ضبابيتها السابقة دون وجود حل يفسر ما يحدث. وفي عهد الإدارة الحالية بقيادة الأمير فيصل بن تركي كان العمل على إيجاد نوع من الاستقرار مبكرا، حيث أعلن عن تولي سلمان القريني لمنصب مدير الفريق ليعمل لعدة أشهر ويقدم استقالته بعدها عبر الفضاء، وهو الأمر الذي لم يتم ليعود بعد احتواء الموقف قبل أن يتم إعلان استقالته للمرة الثانية. المنصب شاغر هذا ولا يزال منصب مدير الكرة بنادي النصر فارغا وسط محاولات جادة يقوم بها الأمير فيصل بن تركي لإيجاد من يشغله، ولكن بشرط أن يستمر دون استقالات وتأتي تلك المحاولات بعد أن رفض القائد النصراوي السابق ماجد عبدالله فكرة تولي هذا المنصب في الفترة الجارية. «شمس» توجهت بالسؤال لبعض المهتمين بشؤون البيت النصراوي عن السر وراء استقالات لكل من يعمل في منصب مدير الكرة. المعوقات المادية البداية كانت من عند المدرب الوطني علي كميخ الذي أكد أن المسؤولية التي تقع على عاتق مدير الكرة كبيرة جدا على اعتبار أنه الرابط بين إدارة النادي ومدرب الفريق. وأوضح: « من الصفات التي لا بد أن تتوفر في المرشح لهذا المنصب أن يكون صاحب قرار ويمتلك «ثقافة إيجاد الحلول» لكي يتمكن من حل كل الإشكاليات التي من الممكن أن يتعرض لها فريقه». وأكد كميخ أن الأمور المادية المتعلقة برواتب اللاعبين والجهاز الفني تعد من أهم الأسباب وراء الاستقالات المتتالية من قِبل مديري الكرة في النصر: « يجب على الإدارة أن توفر بيئة عمل جيدة لمدير الفريق وتزيل المعوقات التي من الممكن أن تؤثر في سير العمل». وأضاف: «هناك العديد من أبناء النادي ممن تتوفر فيهم الصفات القيادية لتولي هذا المنصب وسيبذلون ما بوسعهم تجاه ناديهم ولكن على الإدارة أن تفكر جيدا قبل الاختيار». ضعف مادي ومن ناحية أخرى شدد الكاتب الرياضي عبدالكريم الزامل على أن السبب الرئيسي وراء الاستقالات السابقة لمديري الكرة النصراويين هو العنصر المادي وآخرهم سلمان القريني الذي استقال بسبب تأخر في رواتب اللاعبين. وأكد الزامل أن المال يعد من أهم الأساسيات للنهوض بأي فريق: «من هذا المنطلق لا بد أن تقوم الإدارة النصراوية بقيادة الأمير فيصل بن تركي برصد موازنة خاصة للفريق لتحد من التأخرات في الرواتب». وأضاف: « أعتقد لو أتى في إدارة الكرة عشرة أشخاص من أمثال النجم الكبير ماجد عبدالله لن يستطيعوا أن يقدموا العمل الذي يتطلع له جميع النصراويين ما دام هناك ضعف في الجانب المادي». وفضل الزامل أن يكون مدير الكرة القادم في النصر لاعبا سابقا ذا خبرة كافية في التعامل داخل الميدان وخارجه لكي يسير العمل بطريقة احترافية. سوء التخطيط وأرجع الكاتب والناقد الرياضي فرحان الفرحان سبب كثرة استقالات مديري الكرة في الأندية السعودية بشكل عام إلى سوء التخطيط من قِبل إدارات الأندية التي تفتقد للاحترافية في أعمالها. وأوضح: «غالبا ما يكون للمجاملة دور في اختيار مدير الكرة في حين من المفترض أن تستند إدارات الأندية إلى السيرة الذاتية والخبرة العملية للمرشحين لهذا المنصب المهم، بالإضافة إلى أن هناك ازدواجية في مهام رئيس النادي ومدير الكرة، بحيث إن كل منهما يمتلك الصلاحيات نفسها التي تتعلق بأمور الفريق». وأضاف: « في النصر يعود السبب في كثرة الاستقالات التي تقدم بها مديرو الكرة في الأعوام الأخيرة إلى تعاقب الإدارات، بالإضافة إلى التخطيط غير الجيد، ومن الأفضل أن يحدد رئيس النادي المهام التي يجب أن يقوم بها مدير الكرة قبل أن يتم اختياره» .