هل رأيتم هذا الدعم الهائل والحشد الاعلامي للرياضة، سواء كان في ملاحق رياضية التي لا تخلو منها أي جريدة، وبرامج تلفزيونية، لاتخلو منها أي قناة، وحوارات اذاعية، وتحليلات قبل وبين وبعد شوطي المباراة، ناهيك عن تهييج المشاعر بتعليق مهيب من قبل بعض المعلقين، حتى تخالك تشاهد نقلا مباشرا لاحداث غزوة بدر أو فتح مكة، وأما حديث المجالس التي لا تنفك عن حجج دامغة وحيل بارعة تؤكد لك عن الدهاء العربي في فنون الاقناع، والذي تم توظيفه لهذه المستديرة فحدث عنها ولا حرج، أقول تخيلوا كم هو الولاء الذي قد تلون في قلوب الكثيرين – بوعي وبغير وعي - لهذا النادي أو لذاك ، ذلك الولاء الذي جعل الكثيرين يشدون الرحال مع فريقهم أينما ذهب، مهللين بفوز ونصر مبين. لست بصدد الحديث عن الكرة، وأصلها، وكيف أنها قد تضيع أوقات الشباب، وكيف أنه اذا ما عاد فريقهم بالكأس والذهب والمال، عاد المشجعون الى رحالهم وليس لهم الا الله يدعونه أن يصل ما تقطع من حبالهم الصوتية، وأن يشفي حناجرهم التي بحت، كما أنني لست بصدد الحديث عن الحسنة الوحيدة التي فعلتها الصهيونية من خلال تبنيها لهذه المستديرة ان كان ثمة حسنة، من خلال ترفيه بريء ورياضة يسلم بها الجسم لعقل سليم. حديثي اليوم عن الاستفادة من هذه الولاءات لدى الشباب، من خلال توظيفها في خلق منافسات ومسابقات علمية وثقافية واجتماعية بين انديتهم، فدوري زين لا يكون لكرة القدم فقط، فهو للمحترفين كافة، من مبرمجين، ومصممين، ومثقفين، ومبدعين في شتى أنواع الدوريات المهارية والعلمية والرياضية، ذهابا وايابا، وبدعم سخي، وبنقل حي لكل الفعاليات، فهذا المبرمج الهلالي والمصصم الاتحادي والخطيب المفوه النصراوي، تجد صورهم وأخبارهم قد تصدرت الصحف الشبابية جنبا الى جنب مع ياسر القحطاني ومحمد نور ومحمد السهلاوي ، فإن ذلك بلا شك سوف يحرك همم الكثير ويشد عزمهم الى ابداعات جديدة، كتلك التي نراها داخل المستطيل الأخضر. قد تتفق معي في أن توظيف الولاء الموجود أمر استراتيجي ليس بجديد، قد سبقت اليه الشركات، من خلال هذه الرعايات للاندية من قبل الشركات الا لكسب مزيد من العملاء الذين يحبون هذا الفريق أو ذاك، ولذا فإن استغلال الولاءات في تحفيز الشباب وتطويرهم وترغيبهم في كل جديد ومفيد هو أمر رائع، وخاصة عندما تعلم أن نسبة الجيل الشاب تمثل نسبة كبيرة في تعداد السكان ، وما أكثر الولاءات حين تعدها في جيل الانترنت. يظل العالمي عالميا ولكن هذه المرة في دوري الحوار والخطابة، ويتزعم الزعيم دروع المسابقات التقنية والرقمية، ويحصد اتحاد جدة العديد من الميداليات الذهبية في مسابقات فنون الاعلام، ويلتهم الليث الكتب والمجلدات في دوري القراءة السريعة والذاكرة القوية، ويبني فريق قلعة الكؤوس قلعة أخرى من كؤوس دوري برامج الكمبيوتر، وفي يوم النهائي،، يتوج الالاف من الفائزين بالسلام على خادم الحرمين الشرفين ، في احتفالية كبيرة مشهودة لكل المنافسات، كل يحمل علمه، ويحصد نتيجة عمله.