بات الأهلي علامة فارقة ومميزة بين الأندية السعودية، فما يقدمه الأهلي من عمل مؤسساتي منظم جداً وواضح جعله مصدر اعتزاز لجماهيره الغفيرة، والأهلي لم يصل لهذه المكانة إلا بعد تخطيط وعمل كبير من صناع القرار في الأهلي وعلى رأسهم صانع الأهلي الحديث الأمير خالد بن عبدالله، الذي فرغ نفسه لخدمة هذا الكيان بعيداً عن أي صراعات أخرى لذا أصبح يتبوأ مكانة كبيرة بين الفرق السعودية وهي مكانة مستحقة نظير ما يقدمه منسوبوه من جهد واضح. فالاهتمام بالأهلي لم يقتصر على الفريق الأول لكرة القدم، لأن العمل بدأ منذ سنوات مضت، عندما قرر صناع القرار إبعاد العديد من الأسماء المستهلكة التي لم تعد قادرة على خدمة الفريق كما يجب، وهو القرار الذي قوبل بالاستهجان من البعض، ومع مرور الأيام اثبت أصحاب القرار أنهم يسيرون في الطريق الصحيح وبدأ فريقهم يعود من جديد لساحة المنافسة والصراع على الذهب. العمل الأهلاوي المنظم لم ينسي مسيريه الاهتمام بالقطاعات السنية والبراعم، ولذا كان الحضور الأهلاوي في هذا الموسم مميزاً جداً فبراعمه حققوا بطولة المملكة، وفريقه الاولمبي حقق دوري تحت 23 سنة، في حين سجل فريقه الأول حضورا لافتا ومميزا إذ نافس بكل قوة على لقب بطولة دوري المحترفين السعودي وخسر في آخر جولة أمام الشباب بالتعادل، ونجح في المحافظة على لقبه بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين وهو اللقب الذي اعتاد عليه الأهلاويون كثيراً، ورحلة الأهلي في هذا الموسم لم تتوقف، ف"فرقة الرعب" تنتظرها مهمة جديدة في دوري أبطال آسيا "الثلاثاء" المقبل أمام الجزيرة الإماراتي في دور الستة عشر من المسابقة. الأهلي في هذا الموسم ظهر بشكل مميز جداً وقدم أمام النصر في النهائي مختلف فنون كرة القدم، ووضح من خلال مجريات اللقاء الفارق الفني الشاسع بين الأهلي والنصر، وذلك يعود للعمل المميز الذي قدمه الأهلاويون لفريقهم، فالاهلي يملك أربعة من أفضل اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي البرازيليان فيكتور وكماتشو والعماني عماد الحوسني والكولومبي بالمينو، وهذا الرباعي أضحى علامة فارقة في الأهلي، ووقفوا كثيرا خلف انتصاراته إلى جانب لاعبيه المحليين تيسير الجاسم والجيزاوي ومنصور الحربي وكامل الموسى وغيرهم. وأمام ذلك التفوق الواضح ل"قلعة الكؤوس" والذي جعله أحد أفضل الفرق السعودية في هذا الموسم، لم نشاهد أي مسؤول منه يقلل من الآخرين، فبعد التتويج بالذهب وفي عز الأفراح الأهلاوية لم يكن هناك أي حديث نشاز من منسوبي الأهلي، ولمن أراد معرفة سر تفوق قلعة الكؤوس فليتابع تصريح الأمير خالد بن عبدالله لعله يستنبط منه فن الحديث من حيث الهدوء واللغة الراقية مثل رقي الأهلي وتفوقه الواضح، ففي حديثه الكثير من أسرار تميز الأهلي عن غيره.