استطاعت المرأة السعودية خلال السنوات الماضية الأخيرة أن تحقق الكثير من الإنجازات الهامة لهذا الوطن، وأن تثبت بأنها قادرة على العطاء والبذل والتغير وإثبات وطنيتها الكبيرة، من خلال بذل الجهد الكبير في تطوير ذاتها حتى حققت البطولات المثمرة على مستويات عدة من الإنجازات، سواء أكان في التعليم أو الطب أو الاختراع أو الهندسة أو الإعلام، والكثير من الإنجازات التي وصلت فيها إلى العالمية بعد رحلة طويلة من التحديات التي قفزت فوقها بجدارة ومازالت تحاول مواصلة القفز والنجاح، بدأ ذلك من نموذج الدكتورة خوله الكريع، وغادة المطيري، ووصولاً إلى نماذج نسائية وصلن إلى العالمية والإنجازات الكبيرة، كالدكتورة سميرة إبراهيم إسلام التي حصلت على لقب أول سعودية تحمل دكتوراه في علم الأدوية، وكذلك الدكتورة هويدا القثامي والتي كانت من مشاهير العالم كطبيبة قلب سعودية، ونموذج هند الهندي التي كانت أول كابتن طيار سعودية، ورانيا عبد الرازق وهي أول سيدة سعودية تعمل في البيت الأبيض، وسمو الأميرة الجوهرة بنت فهد بن محمد آل سعود كأول سعودية تتقلد منصب مديرة جامعة البنات، والإعلامية سناء مؤمنة التي كانت أول مديرة قناة فضائية وهي الأجيال السعودية، وغيرها من النماذج النسائية اللواتي حققن الكثير من العالمية والإنجازات ومازالن في ذلك الطريق الذي سارت به المرأة السعودية وهي تحلم أن تقدم لوطنها الكثير. تقول الناشطة الاجتماعية "منى الشافعي" ما تزال المرأة السعودية تواصل مسيرتها في إثبات نفسها كمواطنة، لها من الحقوق بقدر ما عليها من واجبات، فأثبتت جدارتها بأنها مواطنة أصيلة عندما تصدت للعمل التطوعي، والتعليم النسائي، ومنحت فسحة نأمل أن تتسع رقعتها في مجلس الشورى؛ مستغربة من النظرة الدونية للمرأة من بعض أفراد المجتمع، والوصاية الذكورية عالية الصوت، وذلك في خلط واضح بين العرف والدين والذي ما زالت المرأة تدفع فاتورة حسابه من حياتها، وإذا ما كان ثمة أمنية للمرأة السعودية في اليوم الوطني، فهي تتلمس الأمان بإصدار مدونة لأحكام الأسرة تتضمن حقوقها التي سنها لها الشارع المقدس، وتحميها من تلاعب المتاجرين بالعرف، وأن تعامل على قدم المساواة والعدل. وتتحدث سيدة الأعمال "م. سعاد الزايدي" عن السنوات الماضية التي كانت فيها المرأة السعودية تجد صعوبة كبيرة في إثبات ذاتها، حيث كان مفهوم "العيب"، وحصار التقاليد يطوقها في كل مكان تبحث فيه عن ذاتها، فتجد المجتمع بكل محتواه من تقاليد ومفاهيم والخوف من خروج المرأة يعيقها عن إكمال مسيرتها، حتى استطاعت أن تتغلب على تلك التحديات، وأن تخترق السياج الذي وضع حولها بإصرارها، فكان الدخول في بعض التخصصات في تلك الفترة مثل الهندسة والطب وغيرها من التخصصات يعد محظوراً، مشيرة إلى الفترة الذهبية الحالية التي وصلت فيها المرأة إلى مرحلة حصلت فيها على الكثير من حقوقها، بعد أن ناضل الكثيرات من أجل الحصول على حقوقهن حتى أصبح للمرأة صوت ودخلت التجارة والإعلام، واستطاعت المرأة أن تتحدى قدرات الرجل على جميع مستويات العمل، حتى أصبح هناك قبول لإنجاز المرأة لأعمالها بنفسها والتحدث عن مشاكلها الخاصة، بل والدفاع عنها. ويرى عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة جامعة الإمام محمد "د. عبداللطيف الحسين" أن على الأسرة دورا كبيرا في تربية أبنائها على مفاهيم حب الوطن؛ لأنهم نتاج هذا الوطن، والمرأة هي أساس تربية الأبناء، وأساس الأسرة؛ فعليها مسؤولية إخراج اللبنات الحسنة التي تحتفي بالوطن، وتدافع عنه، وتحميه عن كل مايخل بهذا البناء الوطني، والمنطلق من ثوابت أصيلة، وإدراك أبعادها والتحذير من أي من يسئ لها؛ لأن المرأة لها الدور الكبير في دفع عجلة الوطن إلى التقدم والنماء والحرص والصعود به إلى النجاح، داعياً إلى احترام المرأة منذ صغرها، وإشراكها في جميع المجالات المتاحة التي تخدم الوطن سواء في التعليم أو الإبداع أو في إبداء الرأي أو الاستماع إليها، والاحتفاء بتميزها وتقدمها.