الفن الأصيل يسافر بالإنسان إلى جزائر الجمال.. يملأ الوجدان بالحنين والحنان.. يطير بالخيال فوق السحاب ويسمو بمشاعرنا إلى أوج الابتهاج.. يسمعنا أشياء لم نسمعها من قبل.. يرينا أشياء لم نرها قط.. ينسينا الزمان والمكان.. يرفع أذواقنا إلى ألق الانبهار يحرر عواطفنا من الأسر ويرفعها في الفضاء ويمنحها الانعتاق.. يمتع أسماعنا.. أرواحنا.. أذواقنا.. حواسنا.. وحبنا لبعضنا.. ونظرتنا للناس والحياة.. في الفن جمال يأخذ القلب. ليس الجمال في وجه امرأة جميلة فقط.. كل أغنية رائعة هي امرأة رائعة.. باذخة الجمال.. فاتنة الدلال.. إن الفن الأصيل يروينا ويظمينا.. يجنح بنا ويرفعنا فوق التوافه وينسينا.. إنه وعد بالسعادة.. يكشف الاستار عما في وجودنا من جمال.. هذه بعض المقاطع من أغان تأخذ القلب: «يا حبيباً زرت يوماً أيكه طائر الشوق اغني المي لك ابطاء المدل المنعم وتجني القادر المحتكم وحنيني لك يكوي اضلعي والثواني جمرات في دمي» هذا مقطع من أغنية الاطلال (أرقى أغنية عربية) وقد اختارت منظمة اليونسكو للثقافة والفنون أغنية الأطلال كأفضل مئة أغنية عالمية للقرن العشرين، وكان ترتيبها العاشر على مستوى العالم، وكل مقاطعها تنطق بالفن والشعر والسحر والجمال. «أي سر فيك إني لست أدري.. كل ما فيك من الأسرار يغري.. خطر ينساب من مفتر ثغر فتنة تعصف من لفتة نحر قدر ينسج من خصلة شعر زورق يسبح في موجة عطر في عباب غامض التيار يجري واصلاً ما بين عينيك وعمري» شدا بها عبدالوهاب والكلمات كسابقتها لإبراهيم ناجي. «حبيتك تنسيت النوم ويا خوفي تنساني حابسني برات النوم وتاركني سهراني أنا حبيتك حبيتك انا حبيتك حبيتك! باشتاق لك لا بقدر شوفك ولا بقدر أحكيك بندهلك خلف الطرقات وخلف الشبابيك» فيروز بصوتها المذهل! وسترجع يوماً يا ولدي هزوماً مكسور الوجدان وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان فحبيبة قلبك يا ولدي ليس لها أرض أو وطن أو عنوان ما أصعب ان تهوى امرأة ليس لها عنوان» عبدالحليم والموجي. «من بادي الوقت هذا طبع الأيام عذبات الايام ما تمدي لياليها حلو الليالي توارى مثل الاحلام مخطور عني عجاج الوقت يخفيها أسري مع الهاجس اللي ما بعد نام واصور الماضي لنفسي واسليها اخالف العمر وارجع سالف اعوام وانوخ ركاب فكري عند داعيها تدفا على جال ضوه بارد عظامي والما يسوق بمعاليقي ويرويها إلى صفا لك زمانك عل يا ظامي اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها الوقت لوزان لك يا صاح مادام ياسرع ما تعترض دربك بلاويها حتى وليفك ولو هيم بك هيام صيور الايام تجنح به عواديها» خالد الفيصل ومحمد عبده. «حمامة الايك من بالشجو طارحها ومن وراء الدجى بالشوق ناجاها القت إلى الليل جيداً نافراً ورمت إليه أذناً، وصارت فيه عيناها وعادها الشوق للاحباب فانبعثت تبكي وتهتف أحياناً بشكواها يا جارة الايك أيام الهوى ذهبت كالحلم، آهاً لأيام الهوى آها» (شوقي وأم كلثوم والسنباطي) زمان يا فن!