قالت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان في تقرير جديد أمس إن السلطات العراقية تحتجز حوالي 30 ألف شخص دون محاكمة، وتحرمهم من الوصول إلى المحامين تاركة إياهم عرضة لخطر التعذيب. وتردد أن السلطات العراقية تستخدم السجون السرية لإيواء المعتقلين. كما أكد التقرير الذي صدر بعنوان نظام جديد، نفس الانتهاكات: الاعتقالات غير المشروعة والتعذيب في العراق أن بعض السجناء لقوا حتفم جراء سوء المعاملة أثناء احتجازهم. وأشار كارستن يورجنسن، الخبير في شؤون العراق بمنظمة العفو الدولية إلى أن هناك حوالي 10 آلاف معتقل يواجهون خطرا متزايدا يتمثل في سوء المعاملة بعد أن سلمتهم الولاياتالمتحدة إلى السلطات العراقية. وذكر التقرير أن بعض السجناء تعرضوا للضرب بالأسلاك الكهربائية وتعرضوا للتعذيب بالصدمات الكهربائية. وأشار التقرير إلى حالات اعتقال وتعذيب لفترات طويلة في المنطقة الكردية بشمال العراق التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. من جهة أخرى، اعترف مسؤولون بوزارة الدفاع البريطانية بأن جنوداً بريطانيين يشتبه بأنهم قتلوا عدداً كبيراً من المدنيين العراقيين من دون أن يتم تقديمهم للمحاكمة. وقالت صحيفة الغارديان الصادرة أمس إن من بين الضحايا الشاب سعيد شبرم (19 عاماً) الذي مات غرقاً بعد أن دفعه جنود بريطانيون إلى مياه شط العرب بالقرب من مدينة البصرة، ورجل تعرض للركل حتى الموت على متن مروحية تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، وآخر قُتل بالرصاص على يدي جندي من فوج (بلاك ووتش) بعد تورطه في حادث سير. واضافت أن الشرطة العسكرية الملكية اوصت بمحاكمة الجنود البريطانيين الذين قتلوا مدنيين عراقيين بتهم القتل والقتل غير العمد، لكن النيابة العسكرية البريطانية رفضت القيام بذلك بذريعة عدم توفر أدلة للإدانة. وقالت الصحيفة إن محامين بريطانيين يمثلون عراقيين من ضحايا التعذيب وسوء المعاملة على يد القوات البريطانيون يعتزمون رفع المئات من الدعاوى القضائية ضد وزارة الدفاع البريطانية، من بينها 59 قضية بمزاعم تغطية رؤوس محتجزين عراقيين بأكياس بلاستيكية، و 11 قضية زعم ضحاياها بأنهم تعرضوا للتعذيب بالصدمات الكهربائية. واضافت أن القضايا تتضمن أيضاً 122 قضية زعم ضحاياها بأنهم حُرموا من السمع باستخدام صمامات الأذن، و 52 قضية حرمان من النوم، و 131 قضية حرمان من الرؤية باستخدام نظارات سوداء، و 39 قضية عري قسري، و 18 قضية زعم ضحاياها بأن أُجبروا على مشاهدة افلاح اباحية.