عندما تتفوق الارادة وتتجلى روح التصميم في ميدان المنافسة وساحة التحدي يكون ثمن ذلك النجاح والمضي قدما في رحلة الانجازات والزعامة بكل جدارة، وعندما تكون الاعاقة الذهنية والجسدية دافعا قوياً ومحفزا نحو معانقة مجد وملامسة انجاز فهنا يكون السوي الذي يفشل في بلوغ النجاح هو "المعاق" وليس هم. بالامس ذهب ابطال الاعاقة الذهنية الى جنوب افريقيا للمشاركة في كأس العالم الخامسة لرياضة الاحتياجات الخاصة، وقبله الى المانيا 2006 وعادوا منهما بكأس العالم، وهي البطولة التي لم يفكر اي رياضي عربي وآسيوي وافريقي بملامستها قبل ان يأتي نجوم السعودية بقيادة عمر الكسار وماجد الدوسري وبإدارة فنية من المدرب السعودي عبدالعزيز الخالد واجهزته المساعدة ليتحول الحلم الى حقيقة ويصبح المنتخب السعودي "زعيما" لمنتخبات العالم بعيداً عن الضجيج الاعلامي الذي حصرناه بكل أسف بإتجاه العاب معينة معظمها لم يجلب للوطن الا "الخيبة" على الرغم من البذخ المالي الرهيب الذي ذهب هباءً منثورا في الكثير من المناسبات. قارنوا بين ما يصرف على الاسوياء من اموال تقدر بالملايين بصفة مستمرة ومعسكرات كلفت رعاية الشباب واتحاد الكرة الشيء الكثير وبما يحظى به الالعاب الجماعية من مطاردة اعلامية لاتتوقف وبين ما يصرف على اعضاء منتخب الاحتياجات الخاصة وما يكتب عنهم، حينها تدركون الفارق في القول والفعل، في التخطيط والعمل، وبين من يذهب للنزهة وقضاء الاجازات الصيفية واعلان الفشل مع نهاية المنافسة. ما يحدث لدى اعضاء "اخضر الاحتياجات" هو التخطيط والرغبة في استثمار الامكانات المتاحة وتصميم قوي من أجل ابراز اسم الوطن رياضيا، وما يحدث في الاتحادات الاخرى عنوانه النوم على وسادة العشوائية والبهرجة الاعلامية والتلميع الذي ليس له مجال. أي فكر واي طموح الذي يقدم كأس العالم للوطن اشبه ببطاقة المعايدة والوصفة التي تعالج جزءاً من الانكسارات الرياضية على ايدي دول ليس بأفضل حالا، انه فكر رياضي متميز وطموح ليس له حدود وصمود لاتكسره عواصف الظروف ورحلة الغياب عن الاهل والاحبة، عبدالعزيزالخالد وهذال الدوسري وسعود واحمد الغامدي وابراهيم السويلم وفهد الربيعان وراشد المقرن والطبيب هشان الدويس وعلي الحسينان واسماء اخرى حملتها اجندة الاجهزة الفنية والادارية فضلا عن النجوم "صانعي المجد" لم يحظوا بالسكن في الفنادق الراقية وركوب السيارات الفارهة والرحلة من مكان الى مكان على الطائرات الخاصة والاستعداد في المعسكرات من فئة خمسة نجوم اسوة بلاعبي كرة القدم، ومع هذا جلبوا انجازا عالميا يليق باخلاصهم الوطني ورغبتهم في عمل شيء يليق بقيمة الوطن ويسجل لهم، فهل بعد هذا تتعدل البوصلة نحو تخطيط مدروس ونقلة نوعية جديدة، ام كالعادة تستمر سياسة "التخدير" والوعود باصلاح الحال دون نتيجة.