عندما يحصد الوطن إنجازاً عالمياً أو لقباً تاريخياً في أي مجال من مجالات الحياة تتجه الأنظار سريعاً نحو صاحب الإنجاز ومهندس اللقب، وعندما يرتفع اسم الوطن عالياً بين أفضل وأميز الدول العالمية تبدأ عبارات الثناء وجمل الإطراء تتوالى تباعاً صوب الشخصية البطولية التي رفعت رؤوس شعبها في أي محفل من المحافل المختلفة كافة، هم فئة من الرجال الأفذاذ حفروا أسماءهم بمداد من ذهب في سجلات التاريخ العريق، وقلة قليلة من الرموز الوطنية التي يفخر بها الوطن ويُفاخر في كل زمانٍ ومكانٍ، وبالأمس حلقت الرياضة السعودية في سماء العالمية مجدداً وذلك عبر الإنجاز التاريخي الرائع الذي حققه المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة (لذوي الإعاقة الذهنية) بحصوله على كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا للمرة الثانية على التوالي بعدما حصد اللقب للمرة الأولى في ألمانيا 2006، لتحلق الرياضة السعودية في سماء العالمية مجدداً بكوادر فنية وطنية وجهاز تدريبي من أعلى المستويات بقيادة داهية التدريب الكروي والأكاديمي الرياضي المدرب عبدالعزيز الخالد ومعاونيه هذال الدوسري مدرب اللياقة، وفهد الرديعان مساعد المدرب وراشد المقرن مدرب الحراس، والدكتور هشام الدويس اختصاصي العلاج، الذين رسموا البسمة على شفاه الجماهير السعودية وأهدوهم العيدية الجميلة في ثاني أيام عيد الفطر المبارك. ولأن الإنجاز العالمي مرتين متتاليتين في أربعة أعوام لم يكن أمراً عادياً فمن الطبيعي أن يكون المدرب الذي قاد الأخضر في البطولتين أسطورة تدريبية بمعنى الكلمة ، تجيد فن الإشراف الميداني على اللاعبين في أرض الملعب، وتترجم معنى العمل الجبار والتخطيط المتميز والاستراتيجية الفنية الناجحة التي تقود المنظومة الأدائية إلى ساحة التفوق والنجاح والألقاب الذهبية، والمدرب السعودي والثروة الوطنية عبدالعزيز الخالد من هذه النوعية النادرة بعدما قاد الأخضر لذوي الاحتياجات الخاصة إلى إنجاز عالمي غير مسبوق نثر شلالات الفرح بين الجماهير الرياضية السعودية التي شعرت بالفخر والاعتزاز وهي ترى رياضة بلدها تتفوق على أبرز وأميز الدول العالمية المتقدمة في هذا المجال. ونجح المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد في مهمته التدريبية نجاحاً كبيراً ولافتاً، وأجاد بامتياز في التعامل مع كوكبة الأبطال من اللاعبين (ذوي الإعاقة الذهنية)، والذين لا يتجاوز ذكاء اللاعب (75 في المئة) بدءاً من اختيارهم من مراكز خاصة أو أندية مغمورة، مروراً بإعدادهم وتطبيق التكتيك المناسب في مختلف المباريات مؤكداً أنه يستحق الثقة التي منحت له ، ويشغل الخالد منصباً قيادياً في حياته العملية (نائب مدير إدارة الأنشطة الرياضية جامعة الملك سعود)، وله سجل حافل في مشواره التعليمي والتدريبي، إذ حصل على شهادة بكالوريوس التربية البدنية من كلية التربية في عام 1982 وماجستير الآداب في التربية البدنية 2000 ، ودبلوم في تدريب كرة القدم من البرازيل 1995 . ويملك الخالد من السجل التدريبي في حياته الرياضية الشيء الكثير إذ عمل مدرباً رياضياً بكلية العلوم الإدارية، ورئيس قسم المنشآت الرياضية بالجامعة، ورئيس لجنة الحكام بالجامعة، ودرب نادي سدوس الرياضي (درجة أولى) في أعوام ل 8 مواسم متفرقة، ودرب نادي أكاديمية الأمير نايف للدراسات الأمنية والتدريب لموسمين، ودرب فريق درجة الناشئين بنادي الشباب، ودرب نادي الدرعية في الدرجة الأولى، ودرس مادة الأسس النظرية والتطبيقية لكرة القدم بقسم التربية البدنية لطلاب مرحلة البكالوريوس. وعمل محاضراً في دورات المشرفين الرياضيين بالجامعة في (كرة القدم)، ومحاضر متعاون مع الاتحاد السعودي لكرة القدم ومعهد إعداد القادة، وعضو متعاون باللجنة الفنية بالاتحاد السعودي لكرة القدم، وعضو اللجنة الفنية ببطولة الفيفا للقارات، وعضو اللجنة المنظمة لدورة الجامعات العالمية بإسبانيا، وعضوية اللجان المنظمة لدورة الجامعات السعودية والجامعات الخليجية، ورئيس قسم النشاط الرياضي بالمعسكر العربي للكومبيوتر في (تونس)، وعضوية اللجنة العليا للسنة الدولية للشباب 1406ه.