من تبوك نرصد معكم مظاهر الاحتفال بالعيد السعيد حيث تقول «هلا البلوي»: إن للعيد في منطقتنا طقوسا تميزه عن سواه، حيث يجتمع الآباء مع أبنائهم في بيت العائلة الكبير، حيث يحرص الجميع على المشاركة، فيتم استقبال المهنئين بالعيد من الأهل والأصدقاء في هذا المنزل وتتفق نساء العائلة فيما بينهن على إعداد «المعمول» و»الكعك» و»البيتفور»، إلى جانب إحضار بقية الحلوى من السوق لتوضع في «صوان» كبيرة في كلا المجلسين تشبه في ترتيبها البوفيه المفتوح، حيث يحصل كل شخص على ما يريده في طبقه الخاص، ذاكرةً أنه في صباح العيد تفوح رائحة القهوة مع رائحة البخور، فالجميع يرغب في احتساء القهوة طازجة، حيث تحمَّس وتطحن في نفس الوقت وتبهر لتوضع في الدلة العربية، مشيرةً إلى أنهم يعدون فطورا شعبيا وهو «المجللة» تتكون من الخبز الذي تم طهوه بالفرن مع إضافة السمن عليه في النهاية، وهذا لا يغني عن إحضار إفطار من الخارج، حيث إن هناك من لا يفضل هذه الأكلة الشعبية. وأضافت بالنسبة للملابس فتتنافس النساء في ارتداء الأجمل والأميز أو ارتداء زي شعبي لتتميز به عن الجميع، وفي الغالب تتميز الخاله (أكبر النساء سناً) بهذا الرداء وتتوج عروساً في هذا اليوم، فالجميع من حولها وفي ضيافتها وخدمتها ويتمنون لها عمرا مديدا وعيدا سعيدا، موضحةً أن الرجال صغاراً وكباراً يرتدون الثوب والشماغ وهو الزي المتعارف عليه، لافتةً إلى أن المنزل كبير مهيأ لخدمة الجميع فمن أراد النوم يستطيع ذلك لموعد الغداء، أما العشاء فيتم جلبه من الخارج، بعد ذلك ينتهي اللقاء العائلي بعودة الجميع إلى منازلهم مع بقاء بعض الأحفاد عند أجدادهم، ليتجدد اللقاء في اليوم الثاني ولكن ليس بحضور الجميع. أما «ود الشامان» فتحدثت قائلةً: إن للعيد نكهة خاصة مع الأهل والأحباب، فبحكم أننا نسكن بعيدا عن أقاربنا ولا نجتمع سوى أيام المناسبات والأعياد، حيث نجتمع في مزرعة «خالي» لنسجل هناك ذكريات لا تنسى بتصوير الفيديو والصور «الفوتوغرافية»، مشيرةً إلى أنهم يمكثون هناك أربع أو خمس أيام، ننام سوياً ونستيقظ سوياً، والأكل يتم إعداده بكميات كبيرة وعلى دفعات، مؤكدةً أن الجميع يتمنى أن تطول تلك الأيام فهي الوحيدة خلال العام التي نجتمع بها سوياً. وتكشف «أم حاتم» عن قيامهم بتجهيزات العيد قبله بفترة كافية، فمن ترغب في تغيير أثاث المنزل أو خلافه تؤجله إلى قبل العيد بأيام، حيث يكون ذلك التغيير مفاجأة لمن يأتيها، ذاكرةً أن أهم نقطة تركز عليها هو اختيار نوعية البخور الجيدة والمميزة، مشددةً أنها لا تنسى «عيدية» الصغار، والتي تحرص على تغييرها كل عام، فالعيد هو فرحه للصغار قبل الكبار. وتعلق «هديل حمود» أن العيد عند إخوتها الصغار له مذاق خاص قد لا يشعر به الكبار، لذا فهي حريصة جداً على أن يعيشوا تلك الفرحة بحذافيرها، حيث تقوم ليلة العيد بتعليق البالونات والزينة بمساعدتهم، كذلك تجعلهم يساعدونها في ترتيب المنزل وتنظيمه، والأهم من ذلك أنها قبل أن تنام تضع ملابس العيد عند رأسها، ليقلدها إخوتها الصغار وهم فرحون بذلك، موضحةً أنها أرادت من ذلك أن يعيشوا تلك اللحظات التي عاشتها وهي صغيرة والتي مازلت عالقة في ذهنها حتى الوقت الحاضر.