عاد لنا العيد المبارك لنفتش في ذاكرته عن العديد مما اختزناه.. من عادات وتقاليد وأعراف الماضي البعيد والماضي القريب.. لنسترجعه مع الأهل خاصة امهاتنا وكبيرات السن من افراد اسرنا، «الرياض» حاولت ومن خلال اللقاء مع بعض كبيرات السن اللواتي عشن العيد في الماضي ليحدثننا عن جوانب من ذكرياتهن فكانت اجاباتهن البسيطة والمعبرة.. ونحن نبحث في ذاكرتهن عن عيد سابق لايزال محفورا ويسترجعنه في أي وقت.. استعداد مبكر تقول الخالة «ام محمد» (ستينية): اختلف العيد الآن عن السابق كثيرا بعاداته وتقاليده وحتى ناسه واشخاصه.. ففي الماضي كان العيد اجمل، كنا نستعد لاستقباله من قبل بأيام ننظف البيوت من اولها وحتى آخرها ونعد المعمول، والكليجة الحساوية الشهيرة.. كنا نصنعها بكميات كبيرة استعدادا لاستقبال العيد، وبعد صلاة العيد في الجامع الكبير بالمنطقة يجتمع لدى كبير العائلة أو كبير الحي لمعايدة بعضهم البعض.. وبعقد مقارنة بسيطة بين الماضي والحاضر قالت: كنا نملأ (قفف الكليجة) بأنواع من المأكولات والحلويات البسيطة المتوفرة في الأسواق في تلك الأيام في اليوم اربع أو خمس مرات اما الآن نملؤها مرة واحدة في اليوم وقد تبقى كما هي لأيام فالناس اختلفت عن ايام زمان فكانت البيوت بمثابة بيت واحد لاتغلق ابوابها جميعها مفتوحة لاستقبال المعيدين. بعد صلاة العيد وماذا عن الماضي في ذاكرة ام سعود تجاوزت عقدها الخامس.. تقول :نعد القهوة والضيافة لاستقبال العيد الذي كان يستمر طوال ستة ايام متتالية تبدأ باليوم الأول الذي يكون عادة في منزل كبير الأسرة ايا كان الأب أو الأخ والجد أو الجدة أو العمة والخالة ويقضي اليوم الأول في منزله، وذلك بعد العودة من صلاة العيد وبعد الإفطار ثم يتوجه الرجال للعيد لدى المعارف والأقرباء حيث يكونون جماعات وتكون القهوة معدة في استقبالهم مع الحلوى ومنهم من يعد الغداء بإعداد الولائم والذبائح.. وتؤكد ام سعودعلى جمال العيد في الماضي وروح الالفة التي بدأت تفتقد الآن شيئا فشيئاً، فقد كان الغداء يتوالى في ايام العيد يبدأ اليوم في منزل كبير الأسرة ويتوالى وحتى قضاء ايام العيد اما اليوم فلاتجد الا عدداً بسيطاً من الأبناء هم الذين يتواجدون داخل مجلس الأسرة فاكثرهم تجده مع اصدقائه خارج المدينة إما في استراحة أو مخيم وهم يتابعون القنوات الفضائية!! ايام زمان وتقول السيدة ام علي وهي تتأمل وتعود بذاكرتها إلى الوراء رويدا رويدا وتقول: ماذا اقول في ايام زمان ؟ فأيام زمان لم يعد لها مثيل، فمنذ تبدأ تباشير العيد تبدأ الاستعدادات له بتهيئة المنزل وقد يأتي العيد وحتى ليلته والعمل لايزال قائما على قدم وساق ولا ننام إلا ثاني يوم فالعمل يتواصل قبل العيد مابين التنظيف واعداد الطعام وتجهيز الملابس لكل شخص في المنزل صغيرا كان ام كبيرا.. فالكل يرتدي جديدا في جديد وما ان يأتي الفجر حتى يكون الجميع قد فرغ من إعداد الملابس للاستعداد لصلاة العيد الذي يستمر ستة ايام واكثر حيث كان العيد في السابق كل يوم في حي وشارع يفرح به الرجال والنساء وكذالك الأطفال. تغير العيد وتروي العمة «ام عبدالله» ان الذاكرة بدأت تشتت الكثير.. من ملامح العيد في الماضي، فبعض الناس اغلقوا أبوابهم أمام الجيران الذين لايعرفون بعضهم البعض والأهل والمعارف أصبحوا يقضون العيد خارج المنطقة وأبناء المنطقة انتقلوا إلى مدن اخرى ومنهم من يسافر خارج المملكة لقضاء اجازة العيد في مدن اخرى غير مدننا وقد تكون مدن عربية أو غير عربية اما في السابق كانت الأبواب في الحي الواحد مفتوحة حتى حين غياب صاحب البيت فالبيوت مفتوحة ابوابها وغرفة الضيوف مجهزة ومعدة للمعيدين.. نحن كلنا لانحتاج دعوة للعيد ندخل نضيّف انفسنا بالحلوى وقارورة العطر أو البخور التي تعد مع الضيافة والقهوة ومن ثم نغادر بعد ان نترك رسالة اننا حضرنا وهكذا الحال فيما بين الحي من أوله إلى آخره وحتى بقية الأحياء وتقول العمة ام عبدالله والحسرة تسكنها الآن بدأنا نفتقد هذه الأشياء فقد تمر ايام العيد كلها دون ان يأتي من اهل الحي من يهنيء ويعيِّد. اما العمة سارة ام صالح فتقول: كنت في الماضي ارى الأطفال حولي يفرحون ويضحكون وتكون المنازل وشوارع الحي مليئة بضجيهم اما الآن وللأسف الشديد تراهم يتوجهون إلى مدن الملاهي ويدك على قلبك خشية ان يصيبهم شيء لاقدّر الله وخاصة بعد ان كثرت الأعطال فيها.. وتضيف :اتمنى للعيد السابق ان يعود ولكن هل يعود مامضى؟؟ جمال العيد اما ام سعد فتقول وهي تتحسر على اعياد زمان: كان للعيد اول طعم خاص حتى ان للعيد جمالاً قبل قدومه ذلك من خلال الاهتمام بيت الأسرة قبل العيد بأيام من حيث نشر البخور في ارجاء البيت وتنظيف المجلس الخاص بالرجال ونفس الشيء لمجلس (الحريم) كانت بعض البيوت التي لايكون لديها اضحية تطمئن انها سوف يأتيها الخير الوفير من معارفها وحتى جيرانها، واذكر في الماضي كان البعض ومن كثرة اللحم ولعدم وجود ثلاجات كانت راعية البيت تجفف اللحم أو تسويه قديداً ويستعمل بعد حفظه في الأيام القادمة.. اليوم العيد تغير كثيراً عن اول المهم ان العيد الآن نراه في عيون الأطفال وفرحتهم!!