ارتبطت مناسبة عيد الفطر المبارك بالعديد من الموروثات الشعبية الجميلة والتي لازالت المرأة العسيرية تحتفظ بها وتحرص على تعليمها لبناتها جيلا بعد جيل، ومن هذه الموروثات الأصيلة ما يُعرف باسم (ليلة الحناء والمشطة أو العكرة)، حيث يجتمعن النسوة في البيت الواحد لإحياء ليلة العيد بالحناء والنقش وتبدأ (المحنية) بطقوسها المعروفة في عسير تهامة (رجال ألمع) بتخضيب اليدين حتى المعصم وخاصة لكبار السن من النساء. أما الفتيات اللائي تقل أعمارهن عن (30) سنة فإن المحنية البارعة تقوم بتحنية الفتاة في الكف والقدم بشكل جميل ومن العادات الجميلة أيضا المشطة، وهي عبارة عن العديد من المخاليط العطرية المنتقاة بعناية والتي يدخل في تكوينها الضفر الذي يضاف له مساحيق الهيل وجوزة الطيب وبعض العطر، حيث يُعمل على شكل عجينة رخوة ثم يمشط به الشعر.. ومن مكونات المشطة العسيرية أيضا الطيب وهو خليط من المساحيق العطرية المنتجة محليا، حيث يضاف إليه مساحيق المحلب والهيل والقرنفل والظفر ويتم عجن الجميع مع ماء الورد حتى يصبح على شكل عجينة ثم يمشط به شعر رأس الفتاة.. وهُناك أيضا ما يعرف محليا باسم العكرة أو السحلة وهي تُصنع من أزهار الفل، حيث يقُمن النساء بتنفيذها على شكل هندسي جميل، حيث تجمع زهور الفل في خيوط دائرية خفيفة الوزن قد تصل إلى أكثر من ألفي زهرة وهذه من أدوات الزينة التي تزيد المرأة أو لفتاة رونقا وجمالا وروعة لا مثيل لها وقد تقوم بعض النساء بنظم الفل على شكل (أقراط) للأذن، حيث يوضع في كل قرط أكثر من ثلاثين زهرة من الفل مما يزيد من رائحة الصدغ العطرية...