يعد "الدول" و"السيار" من أهم العادات التي يمارسها أهل عسير في رمضان؛ فيقول الناس: "ندول" أي يزور بعضنا بعضا بالتداول، وهي عادة من عادات "الأولين" الذين حرصوا على التواصل فيما بين الأهل والأقارب، وأهل الحي والجيران والأصدقاء. ويقوم الناس بالدول في هذا الشهر بعد صلاة التراويح ويقدم كل منهم ما يسمى المعروض وهو "عبارة عن ضيافة من المكسرات والمرطبات والعصائر والفاكهة، وأحياناً يكون الدول عبارة عن الإفطار كل يوم في بيت من بيوت الأهل، ابتداءً بالكبير". إن "الدول" في عسير يعد نوعاً من أنواع الترابط الاجتماعي، وهو يأخذ العديد من الأشكال، فإما أن يكون على مستوى العائلة أو على مستوى الحي أو الأصدقاء. وقالت: يبدأ الدول عادة من بيت كبير الحي أو كبير الأسرة الذي يستضيف الأهل جميعهم في أول ليلة من ليالي رمضان، وهكذا يتم تداول الزيارات حتى تنتهي بأصغر بيت في الأسرة. كما أن هناك عادة أخرى تقوم بها العائلات في عسير عادة "صندوق العائلة"، وهو عبارة عن صندوق يتم وضع مبالغ نقدية به من قبل كل شخص في الأسرة تبعاً لاتفاق معين، وهو نوع من التكاتف والتكافل الاجتماعي ويقوم هذا الصندوق بتقديم الدعم لمن يحتاج إليه من العائلة، كما تهتم العديد من السيدات في عسير في ليالي رمضان بإرسال وجبة إفطار يومياً للمسجد، وتكون الوجبة عبارة عن قهوة وتمر وخبز البر، وذلك طلباً للأجر والثواب وهي أيضاً عادة رمضانية قديمة. إن عادة الدول أيضاً للسيدات والصديقات خلال أيام رمضان والعيد ويختلف الدول تبعاً لاختلاف الأشخاص الذين يدولون؛ فهناك دول لرجال الحي، ودول للعائلة، ودول للصديقات، ودول للسيدات كبيرات السن، وهو نمط اجتماعي محبوب لدى أهالي عسير وهو يقوي الروابط بين الأهل والجيران ويزيد من الصلة بينهم بعد انقطاع؛ بسبب ظروف الحياة، كما أن هناك دولا في أول أيام العيد، حيث تعد كل ربة منزل الأطعمة الشعبية "تصابيع وعريكة والمبثوثة والحلويات"، ويتم الاجتماع في بيت كبير الحي وبعض الأحياء يتم الدول وتناول لقمة من كل بيت وفي بعض الأحيان يتم الاتفاق على أن الاجتماع يكون في بيت فلان والذي يقوم بعمل فطور للأهل والأقارب، ويعمل غداء العيد ويستضيف الأهل حتى صلاة العصر، وأحياناً يتم الاتفاق على الاجتماع في الاستراحة، حيث تقدم كل امرأة في العائلة صنف من الطعام. إن أهل عسير معروفون بترابطهم وتعاونهم منذ القديم فقد كان الشخص في عسير لا يبني بيته بنفسه، ولكن يتم اجتماع أهل القرية نساءً ورجالاً في يوم يسمى "يوم البنا"، حيث يقوم الرجال بحمل الحجارة الكبيرة وأعمدة السقوف "السواري"، ويساهم في البناء الأطفال والنساء فتساعد السيدات في إعداد الفطور والشاي والغداء للعاملين في البناء من الرجال، إضافة إلى مساعدتهن في خلط "اللبن" خلطة البناء وتقوم سيدة المنزل بعملية تزيين المنزل بالقط و"الخضار"، حيث تقوم بعمل اللون الأخضر في المنزل بالاستعانة بلون البرسيم.