حلت تهاني العيد الإلكترونية في السنوات الأخيرة محل تهاني العيد التقليدية، وبدلاً من التزاور والاجتماع لتبادل التهنئة بقدوم عيد الفطر، أصبح معظم الناس وخاصةً الشباب منهم يفضلون نقل تهانيهم عبر شبكة الإنترنت أو رسائل الجوال، بل اهتموا بأشكال وأنواع تلك التهاني، التي غالباً ما تكون بطاقات الكترونية محملة بالورود وأناشيد العيد التراثية والإسلامية بحيث تناسب جميع الفئات العمرية. وأصبحت المواقع الإلكترونية تتسابق في تقديم نغمات العيد القديمة والحديثة بكل لهجات العالم العربي، إلى جانب الأناشيد الدينية التي تحتفي بالعيد، وتحميلها وإرسالها للراغبين. تقول «أميرة العصيمي»: إن في الرسائل الالكترونية وسيلة متطورة لتبادل التهاني مع الجميع قريبين كانوا أو بعيدين، موضحةً أنها تعتبر طريقة رائعة ومتطورة جداً للتعبير عن الفرح والسعادة وأصدق المشاعر خاصة للصديقات التي لا يسمح بزيارتهن لضيق الوقت. ويوافقها الرأي «طلال عبد الله» مؤكداً أنها وسيلة فعالة في التواصل مع الجميع، موضحاً أنه يتبع هذه الطريقة ويفضلها، كونها تتيح له تهنئة أصدقاء الدراسة داخل البلاد وخارجها بطريقة معبرة عن فرحة العيد وبنماذج رائعة. من جهتها تقول «نورة الراشد» المشرفة التربوية في مكتب التربية والتعليم في حي البديعة: إنها وسيلة تؤدي الغرض بالنسبة للصديقة أو الزميلة في مجال العمل، لكنها غير كافية بالنسبة للأقارب، فلابد من زيارتهم والسلام عليهم وتقديم التهاني بالعيد، وإن تعذر ذلك لبعدهم فلابد من سماع صوتهم، مضيفةً أن الرسائل الالكترونية خدمتنا في جوانب عديدة من التواصل خاصة لمن هم مشغولون دائماً، ولكن الاعتماد عليها اعتماداً كلياً في تواصلنا مع الآخرين أمر سيئ يلغي دفء العلاقات الأسرية بين الناس. وتوضح «د.فوزية أخضر» عضو مجلس الإدارة في الجمعية الوطنية للمتقاعدين أن هذه الطريقة لا تغني عن الزيارة للمعايدة والتهنئة، خاصةً وأنها غالباً ما تحمل نفس العبارات والصيغة دون تفريق بين صديقة حميمة أو قريبة، وفي هذا تجميد للمشاعر والعواطف، موضحةً أنهم في السابق كانوا لا يكتفون بالمعايدة عبر الهاتف الثابت، بل كانوا يحرصون على الزيارة والاجتماع لدى كبار العائلة ،وعادة ما يكون الوالدان أو أحدهما ويتوافد الأقارب للسلام والتهنئة في جموع يسودها الألفة والمحبة وهذا مالا توفره المعايدة الإلكترونية، لافتةً أن من ايجابيات التهاني الالكترونية توفير الوقت والسرعة في التواصل فهي تقرب البعيد، كما أنها وسيلة أفادت الصم وساوت بينهم وبين أفراد المجتمع فقضت على العزلة التي كانوا يشعرون بها من قبل. وترى «جواهر الحميد» ذلك الأسلوب أنه من مساوئ «التكنولوجيا» التي قطعت أواصر القربى والرحم والتواصل الحميم بين الأقارب والجيران، في الوقت الذي تراها «عبير الدهام» من محاسن «التكنولوجيا» التي أتاحت فرصة التقارب والتواصل بين أفراد المجتمع في ظل إيقاع الحياة السريع، وكثرة انشغال الناس وأنشطتهم بل وتنقلاتهم من مكان إلى آخر.