يتحول العالم تدريجياً ليصبح عالماً إلكترونياً يعتمد على الانترنت في إنجاز كثير من المهام الحياتية ولكن مع تزايد اعتماد الناس على الانترنت تتزايد كذلك مخاوفهم من هذا العالم ذي الطبيعة المفتوحة الذي لا يستطيع أحد التحكم فيه أو سبر أغواره، هذه الطبيعة المفتوحة وغير المركزية للإنترنت أدت إلى تنامي ظاهرة الجرائم الالكترونية التي اتخذت أشكالا عديدة في عالمنا المعاصر، فالجرائم الالكترونية مثل التجسس على حزم الرسائل (Packet sniffing) وتخريب ملفات الكمبيوتر ( Computer Hacking) شن هجوم الفيروسات وكذلك الخداع (Hoaxes) والتطفل على كلمات السر واسم المستخدم ( Credentials theft)، أصبحت بعبعاً مخيفاً لمستخدمي الشبكة العنكبوتية. ولكن تقريراً حديثا أصدرته شركة مكافي انتقد الطرائق التقليدية التي تستخدمها شركات أمن المعلومات ومستخدمو الكمبيوتر في مكافحة الأنواع المختلفة للجرائم الالكترونية التي يغلب عليها الطابع الدفاعي فكل ما يفعله الأفراد والشركات في هذا الخصوص هو اختراع الدروع الواقية التي تجنب الكمبيوتر أو الشبكات هجمات الأعداء الالكترونية المختلفة ولكن التقرير يقول إنه قد آن الأوان لكي تتخذ شركات أمن المعلومات مواقف أكثر هجومية في هذا المضمار فبدلا أن تكون دائما في موقف الدفاع على هذه الشركات من الآن فصاعدا أن تكون صاحبة يد طولى في هذا الموضوع وذلك بتجييش القوى وإنفاذ القوانين اللازمة لذلك. الجدير بالذكر أن الانفاق العالمي على أمن المعلومات يصل الى مائة بليون دولار سنويا مما يؤكد أن الجريمة الالكترونية أضحت ظاهرة منتشرة في العالم بقوة ولها سوق رائج يغري الجميع على اقتحامه. والمملكة ليست مستثناة في هذا المجال حيث يبلغ الانفاق على أمن المعلومات مايفوق 450 مليون ريال سنويا فالجرائم الالكترونية أصبحت تشكل قلقاً كبيراً لمختلف القطاعات الحكومية في الوقت الذي تتجه فيه المملكة بالكامل إلى تبني نهج الحكومة الالكترونية. وقد حمّل التقرير المذكور هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (الايكان) القسم الأكبر في التصدي لذلك الأمر لأنها هي التي تفوض المسجلين ببيع النطاقات التي يستغلها مجرمو الانترنت في استضافة المواقع الخبيثة. ويرى التقرير من جانبه أن الايكان يجب أن تضع حدا لهذا الأمر وتقود المبادرة الرامية إلى جعل بيئة الانترنت أكثر أمنا حيث يؤكد التقرير إن الحرب الهجومية على قراصنة الانترنت تبدأ من الايكان نفسها فمن غير المعقول أن تقف شاهداً على عبث يجري أمام ناظريها وتقف مكتوفة الأيدي حياله. يفترض على الايكان سن التشريعات والقوانين الكفيلة التي تلجم مصادر هذه المواقع الخطرة.