رمضان مدرسة ربانية تفتح أبوابها كل سنة شهراً كاملاً يتدرب فيه الإنسان على طاعة الله عز وجل والإمساك عن معاصيه، ولكن للأسف يمر رمضان على البعض العام تلو الآخر دون أن يستفيد من هذا الشهر، سواء كانوا شباباً أو شيوخاً، وبالتالي يذهب الشهر دون أي فائدة تتحقق. إن عدم الاستعداد للشهر يكون سبباً في ضياع الشهر، فكثير من الناس لا ينصرف ذهنه إلا إلى النصف الثاني من اليوم بعد الإفطار فلا يفكر إلا في كيف يقضي سهرته ومع من؟، وفي الغالب يكون ذلك عبر متابعة المسلسلات أو الزيارات والولائم الرمضانية المكلفة. في هذا التحقيق نسلط الضوء على نماذج رسمت لأنفسها خريطة، بحيث يستطيعون من خلالها تحقيق مبدأ الاستفادة العملية من شهر رمضان بشكل كامل، وفي الوقت نفسه يستغلون الحالة الروحية التي يعيشونها من أجل سلوكيات أفضل من شأنها الارتقاء بالأمة، فنتعرف على أجر حفظة كتاب الله وتعلق قلوبهم بالقرآن، وأمهات يرينه في زيادة ترابط الجيرة عبر تبادل الأطباق الرمضانية، ومنهن من تجد سعادتها في بل عروق الصائمين، وأخريات تجدها في زيادة العطاء من خلال صندوق للصدقة العائلية، كما نستمع لفتيات وكيف استغلت رمضان في الأعمال التطوعية فيما تراه أخريات فرصة لتعلم الطبخ، وأخريات ضاعت عليهن الفرصة لاغتنامه بسبب إدمان المسلسلات الرمضانية!.