الحديث عن المرأة دائماً عال في ذبذباته ، سريع في تردداته سواء كان عن المرأة المسلمة أو المرأة العربية أو الخليجية أو المرأة السعودية. وهنالك من المجتمع من ملّ الخوض فيه وسئم ،ومنهم من لا يزال متحفظا على كثير من جوانبه وآخرون وأخريات كانوا وكنا يطالبون في منابر مختلفة ويطرحون المبررات والأدلة أملا في التغيير دون أن يكون لذلك التغيير واقع فعلي ملموس ليدرس ويبحث. لكن الشيخ سلمان العودة في برنامجه المباشر حجر الزاوية الذي تبثه قناة MBC الفضائية في شهر رمضان المبارك كل يوم وقبل الافطار ويحاوره فيه الإعلامي فهد السعوي قد رفع لواء للتغيير كان متميزا وخصوصا فيما طرحه وبحثه مع المشاهدين فيما يخص المرأة . الجوانب التي تطرق لها الشيخ سلمان العودة ليست بالجديدة بل إن كثيرا منها قد فقد بريقه وأولويته من كثرة ما استهلك، لكنه مع ذلك قد اكتسب بريقا جديدا وشُحن بعاطفة التغيير ، أقوى وأكثر فاعلية بعد أن طرحه فضيلة الشيخ سلمان بأسلوبة المتميز والمقنع وبما أثراه به من حجج وحكاه من قصص. الجماهيرية التي يتمتع بها برنامج حجر الزاوية النخبوي في طرحه والشعبي في وهجه ليست خافية على أحد ، ولا يملك أي مشاهد لهذا البرنامج إلا الاعتراف بنجاحه والتفاعل مع كل قضية يطرحها أو يناقشها لأنه امتلك الحسنيين الرقي في الطرح والقرب من قلوب الناس وملامسة احتياجاتهم. لذا حديث الشيخ العودة عن قضايا الاختلاف في حجاب المرأة ونظرة الناس للمرأة المطلقة ومكانتها في المجتمع ، وعن الفتاة وطريقة تربيتها وتعامل أهلها معها ، وإسهابه في مشروعية عمل المرأة ووجهة نظر الدين في قضايا الاختلاط ومحاذيره ومقارنتها بنظرة المجتمع المحلي والمجتمعات الأخرى قد حركت ساكنا في كثير من المجالس وشجعت كثيرا من الصامتين ممن يزاولون قناعاتهم في الخفاء على التصريح بها والتحمس لمناقشتها لأنها وجدت رأيا سديدا آخر يدعمها ، وحجر زاوية قويا يرتكزون عليه. وهنا كانت المفارقة لأنها كانت مختلفة فالمجتمع لم يألف هذا النوع الودود المحب في الطرح او الحوار خصوصا فيما يخص المرأة التي اعتاد المجتمع على أن تكون قضاياها مشوبة بشبهة الخطأ والخطيئة ومحاذير الوقوع في المحرم واجتناب ذلك بما يفتى به سداً للذرائع. الحوار المفتوح وإن شابه بعض الاختلاف دائما ماتكون نتائجه مثمرة ومؤثرة لذا نرجو أن يكون طرح الشيخ سلمان العودة مؤثرا في المجتمع فيرفع عن كاهل بعض النساء أوزاراً كثيرة حملنها ظلما أو خوفا دون ذنب أو خطأ. وتحية شكر وامتنان نقدمها نحن النساء لهذا البرنامج المتألق ولجميع طاقمه لأنه حمل لواء نبيلا ، وشهد شهادة حق ومن منظور إسلامي صادق في قضايا المرأة الشائكة والمعلقة.