قلت إن الأهلي ليس كالهلال ولا الاتحاد فأرعد من الأهلاويين من أرعد وأزبد منهم من أزبد، ومارس البعض الشتيمة. وجاءت مباراته مع الاتفاق وثبتت الحقيقة، إذ تقدم بالنتيجة في الشوط الأول بثلاثة أهداف؛ لكنه خسر النتيجة في الشوط الثاني برباعية، ولو كان الهلال أو الاتحاد من تقدم بمثل هذه النتيجة في الشوط الاول لانتهت مضاعفة أو أكثر في الشوط الثاني لا أن تنقلب رأسا على عقب. فاز الاتفاق في الشوط الثاني ليس لأن مدرب الأهلي يوهان سوليد قد ارتكب أخطاء تكتيكية، ولا لأن مدرب الاتفاق إيوان مارين قد امتلك في الشوط الثاني عصا سحرية؛ ولكن حدث ما حدث لأن الأهلي لا يملك (الكاريزما) التي من خلالها يفرض نفسه على الخصم نفسياً قبل ان يفرضها عليه فنياً. وهذه ميزة أكثر من يمتلكها الهلال ثم الاتحاد والنصر وإن كان قد افتقد الكثير منها في السنوات الأخيرة، بيد أنه بدأ يستعيد الكثير منها، والشباب كذلك وإن كان بنسب أقل، حيث إنه يعتمد في مواجهته للخصوم على حضوره الفني أكثر بكثير من حضوره النفسي في حين أن الأهلي يفتقد هذه (الكاريزما) حتى أمام الفرق الأقل منه فنياً. الأهلي الذي لم يحقق بطولة الدوري منذ 26 عاماً لم يكن ذلك بسبب تواضع مستواه الفني طوال تلك السنين، إذ إنه كان في بعضها يملك نجوما كانوا يمثلون حجر الزاوية في خارطة المنتخب الوطني، وإنما بسبب غياب الشخصية، فهو مثلاً كان ينهار كثيراً أمام غريمه الاتحاد حتى وهو يتفوق عليه فنياً، بسبب افتقاده للشخصية المهابة، ولذلك ظلت بطولة الدوري عصية عليه كونها تحتاج إلى بطل بمواصفات خاصة، أحدها أن يمتلك شخصية البطل، ولذلك ظل يلتقط بين حين وآخر بعض البطولات الأخرى من فئة بطولات (النفس القصير). الممسكون بدفة القرار في السفينة الأهلاوية حاولوا ولا زالوا يحاولون جاهدين ترميمها بين عام وآخر بالتعاقد مع لاعبين محليين وآخرين أجانب، وإحضار مدربين ذوي قيمة فنية، ولعلهم قد رموا بثقلهم هذا الموسم؛ كما وضح من خلال العمل الملموس إن من الوجهة الفنية أو الإدارية، بيد أن الواقع لا يشي بقدرة الأهلي على فرض نفسه كمرشح قوي على لقب الدوري، والسبب لأن الإدارة الأهلاوية وإن بدت قادرة على تنفيذ (ما يطلبه الأهلاويون) بشراء أي شيء يعزز قيمة الفريق الفنية، لكنها حتماً لن تكون قادرة على شراء (الكاريزما)، لأنها صفة تخلق في الفريق ولا تشترى. هذه الحقيقة ينبغي ألا تغضب الأهلاويين، وإنما عليهم الاعتراف بها لعلهم يعملون على تعزيزها في جيلهم القادم، وأعني (جيل الأكاديمية)، ولهم في المنتخب الأسباني أسوة، فهذا المنتخب العريق لم يعرف الطريق للبطولات الكبرى إلا حينما أوجد لنفسه شخصية البطل التي ولدت مع جيل (بيول ورفاقه) منذ أن كانوا في منتخب الناشئين حتى حققوا كأس العالم 2010.