كشف المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة الرياض عبدالله الحامد عن عقد 20 لقاء بشكل متزامن لنحو 3000 من الأئمة وخطباء المساجد في مدينة الرياض والمحافظات التابعة لها الثلثاء المقبل، من أجل زيادة جهودهم في معالجة الغلو وتحقيق الأمن الفكري، مؤكداً وجود توجيهات بمتابعة بعض الخطباء، وتوجيههم في حال سجلت ملاحظات في خطبهم. وأضاف ل«الحياة» أمس أن حضور الأئمة والخطباء تلك اللقاءات سيكون إلزامياً، لافتاً إلى أن اللقاء الأول سيفتتح في حضور المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وجرى اختيار موضوع «خطبة الجمعة وأهميتها في تحقيق الوسطية والأمن الفكري» كبداية لبرنامج الندوات الشهرية الموجهة للخطباء في منطقة الرياض، بهدف بيان دور الخطيب في تحقيق الوسطية والأمن الفكري بين جمهور المصلين، مشيراً إلى أن الوزارة استقطبت علماء وطلاب علم لإلقاء المئات من المحاضرات. وشدد على أن عقد مثل تلك اللقاءات لا يعني التشكيك في خطباء المساجد تجاه انحراف أو غلو بعضهم، وإنما لتأكيد الدور الذي يمكن أن يقوم به الخطيب في رفع الوعي ومعالجة الغلو والتطرف، وتحقيق الوسطية والأمن الفكري، والتقليل من خطر الإرهاب، وما لهذا الأمر من أثر بالغ في الدين والمجتمع، وتابع: «القضية ليست قضية خلل في بعض الأئمة، ومن يثبت أن لديه نزعة من الغلو والانحراف لا يبقى في المنبر بل سيمنع من الاستمرار، ولكل خطيب من يتابعه ويحضر معه ويوجهه في حال أخطأ الطريق لا سمح الله». وذكر أن السعودية تحرص جاهدة على تأهيل الدعاة تأهيلاً علمياً عالياً يتناسب مع فقه الواقع، ويتناغم مع ثقافة الحوار على أساس متين من العقيدة الإسلامية الصافية القائمة على مبدأ الوسطية التي أمر بها الدين الحنيف. br / وتطرق الحامد إلى أن ضيق التواصل مع الآخر يؤدي إلى ضيق الرؤية والانغلاق، ولا تحتمل كل الأمور الاندفاع، مضيفاً أن صاحب الحماسة يعتقد أن الصرامة كافية في تحقيق الأهداف، وأن الشباب يميلون للحلول الصارمة والتمسك بآرائهم، ويعتقدون أن أوامرهم حازمة وغير قابلة للنقاش. وحذر من تهميش الآخرين وأدوارهم ومهامهم. وأشار إلى أن الوزارة وزعت على الأئمة والخطباء والمؤذنين ومواطنين ومقيمين آلاف الكتب والأشرطة التي تعالج الانحرافات الفكرية، وتبيّن منهج الحق القائم على الكتاب والسنة. وأكد أن العالم يعيش متغيرات متسارعة وفتناً متتالية، في ظل المتغيرات المعاصرة والتيارات الفكرية المعادية التي تواجه الأمة الإسلامية، مشدداً على دور المملكة الرائد في تحقيق الوسطية في المنهج العقدي والمقومات العلمية وإصلاح الوسائل الدعوية، لمنع تأثير هذه المتغيرات في الأمن الفكري والانتماء الوطني.