عبر عدد من المشايخ وطلاب العلم ومواطنون بمحافظة الدوادمي عن بالغ سرورهم بمناسبة صدور الأمر الكريم والذي وجهه مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لسماحة مفتي عام المملكة بضبط الفتوى واقتصارها على هيئة كبار العلماء حماية للدين والوطن وحفاظاً على وحدة الصف. في البداية تحدث ل (الرياض) فضيلة رئيس المحكمة العامة بمحافظة الدوادمي د. عبدالعزيز بن عبدالرحمن العيد قائلاً : استبشرت واستبشر كل غيور على دينه ووطنه بالأمر الملكي الكريم بتنظيم شأن الفتوى والمفتين ولا شك أن ذلك يعكس استشعار خادم الحرمين الشريفين وفقه الله لما أوكل الله تعالى له من حفظ أديان الناس من عبث العابثين, حيث يأتي هذا القرار امتدادا لجهوده أيده الله في محاربة أهل البغي والإفساد في الداخل والخارج, بل إن حفظ أديان الناس مقدم على غيره وفي هذا القرار الحكيم قطع لأطماع من أراد بآرائه وفتاواه مطامع دنيوية. ومن المؤسف تصدر بعض من لا خلاق لهم بالدين وأهله بسبب فتاوى شاذة صدرت من بعض المنتسبين إلى العلم, ولا شك أن مكان تطارح المسائل العلمية النازلة بل والشاذة والمرجوحة هو المجامع العلمية حتى ينتهي الخلاف بفتوى يطمئن الناس لصدورها من أهل الاختصاص وفي الأثر (حدثوا الناس بما يعقلون أتريدون أن يكذب الله ورسوله) . ولا يشك عاقل أن الإصلاح في هذا المجال من أهم الجوانب بل هو أهمها لما يترتب عليه من مصالح للمسلمين دينية ودنيوية. وقال فضيلة مدير الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة الدوادمي الشيخ مرزوق بن عبدالله الرويس إن مما أثلج صدور كثير من المؤمنين هذا القرار الحكيم, والذي ليس بمستغرب على ولي أمر المسلمين, لما يترتب عليه من مصالح عظيمة, منها حفظ هيبة كبار العلماء والمرجعية العلمية في هذا البلاد, وقطع الطريق على العابثين في الفتوى الذين لم يدركوا أهميتها الشرعية وخطورة القول على الله بغير علم, وجمع كلمة العامة والخاصة من الناس على ولاة الأمر من العلماء والأمراء. لا سيما أننا في زمن كثرت فيه الفتن والتشكيك في نزاهة علماء هذه البلاد الكبار العاملين بالكتاب والسنة على منهج سلف الأمة. وقال الشيخ. عبدالله بن محمد الماضي عضو هيئة التدريس بكلية التقنية بالدوادمي وأحد طلاب العلم المعروفين بالمحافظة إن هذه الدولة المباركة منذ تأسيسها ولله الحمد والمنة وهي متمسكة بهذا الشرع العظيم والشارع سبحانه وتعالى أمر بأخذ الفتوى من أهل العلم بقوله تعالى:{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ...الآية وهيئة كبار العلماء خاصة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في هذه الدولة المباركة لا يختار لها إلا من هو أهل للفتوى, والمتبحرين في علوم الشريعة. بينما تحدث الشيخ عبدالله بن رجاء الروقي عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد جزى الله خادم الحرمين خير الجزاء على هذا القرار الذي فيه خير للناس في دينهم ودنياهم, والذي سيحد من الفوضى في الفتاوى والتي برزت في الآونة الأخيرة كثيرا بسبب تصدر من ليس أهلاً للإفتاء وكلامهم في دين الله بغير علم, وهذا القرار سيكون له أثره من الناحية الاجتماعية, إذ أن الفتاوى الشاذة لها أثرها في اضطراب الناس وافتراقهم بل ربما وصل بهم ذلك إلى حد التقاتل فيما بينهم, لذا كان الأمر يستدعي تدخلا عاجلا من أعلى شخص في السلطة لوضع حل لما يمكن أن يسمى بتدهور الفتوى, وذلك بإرجاع الأمر إلى نصابه ووضع شأن الفتوى, وجعلها بيد العلماء الموثوقين. وقال الشيخ صالح الحمادي إمام وخطيب جامع السيحاني بالدوادمي هذا الأمر يعتبر أمراً تاريخياً وكنا بحاجته خصوصاً مع كثرة التطفل على الفتوى والمسارعة إليها ممن لا يفقه أحكامها أو ممن لا يعتبر المصالح والمفاسد ولا يفرق بين ما يصلح نشره للناس وما لا يصلح حتى انتشرت بعض الشبه أو أشكل على كثير من الناس بعض أمور دينهم ونحن ولله الحمد في بلد منذ قيامه وهو يسند الفتوى إلى أهلها وشكل لها اللجان الخاصة واختار لها من العلماء من عرف بتقواه وورعه وهذا ما نحسبه في علمائنا ولكن تلبس البعض بلبوس أهل العلم وهو ليس من أهله أو نقد الأحكام الشرعية بعض الكُتاب ممن لا يفرق بين صحيح الحديث وسقيمة ولا يعرف العام ولا الخاص ولا المطلق ولا المقيد وإنما اتخذ الأحكام الشرعية ونقدها والتقليل من شأن العلماء مطية للإثارة والشهرة فنسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وإخوانه وأعوانه وعلماءنا الكرام لما فيه صلاح الدين والدنيا.وقال ماجد البشري "موظف حكومي" إن خادم الحرمين الشريفين وفقه الله وضع في أمره الكريم حداً للتلاعب بأفكار الناس وعقولهم فأصبح إلزاماً لكل من هو خارج هذه الهيئة السكوت عن القول على الله, فإن الفتوى أصبحت في حقه محرمة لوجوب طاعة ولي الأمر إن كان يرى أن فُتياه ديانة فالطاعة لولي الأمر أولى والله تعالى يقول: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ).