كلنا عانى وتأثر وحزن لتلك الفتاوى الشاذة التي صدرت من بعض الأشخاص الذين يدعون الانتساب إلى العلماء وأصبحت بعض وكالات الأنباء والفضائيات المغرضة وبعض الصهاينة يستغلونها في الاساءة الى المملكة بلادنا وامتنا والعلماء .. حيث إن العلماء المؤهلين للإفتاء وهيئة الافتاء العامة لم يسارعوا إلى إيقاف من أراد الإساءة ومن أراد تحقيق مكاسب شخصية دون الأخذ بالاعتبار لسمعة المملكة ولحساسية تلك الفتاوى التي انتقدها العامة قبل المثقف وسببت أخذاً وعطاء ومناقشات ومشاحنات من فئات الشعب وبين بعض العلماء وقد تطرق لها كثير من الكتاب في الصحف فمنهم من انتقد تلك الفتاوى ومنهم من اعتبر ذلك رأياً شخصياً: وهذا شيء غريب أن يكون الإفتاء في قضايا الدين رأياً شخصياً. ولقد تعرّضت شخصياً للفتاوى التي أساءتني كما اساءت لكل مواطن مخلص لهذا الوطن لاسيّما أنها تتعلق بأمور دينية .. فقد كتبت موضوعاً بعنوان " من يحق له الإفتاء يا سماحة المفتي" ونزل في أحدى المواقع الإلكترونية حيث طلبت من المفتي أن يوضح لعامة الناس صحة ماتم الإفتاء به في حالة عدم صحة تلك الفتوى إيقاف صاحبها عن الاستمرار في القنوات الفضائية.. وهاهو خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وبعد أن كثرت الفتاوى الشاذة يصدر أمره الكريم بحصر الفتاوى في هيئة كبار العلماء الذين هم اصلا مؤهلون للإفتاء ولديهم من العلم الشرعي ما يمكنهم من الافتاء الصحيح في كل الأمور الدينية. لقد سعد الشعب سعادة غامرة بهذا القرار السديد الذي سوف يحفظ لمملكتنا ولعلمائنا الكرامة والعزة: فهذه بلاد الحرمين الشريفين انتشر منها الاسلام وإليها يرجع المسلمون في كل امورهم الدينية يستنيرون بأراء علمائنا ويقتدون بهم في كل أمورهم الدينية فحفظ الله لنا ديننا وكفانا شر من أراد بنا سوء. إن قرار خادم الحرمين الشريفين كان صادراً من حرصه يحفظه الله وغيرته على الدين والوطن والأمة.. حيث وضع الأمور في نصابها الصحيح وهو بذلك قد حسم الموضوع برد الامر إلى أهله .. وأن خادم الحرمين قد حدد وبين أن كل من خرج عن الجادة لابد من إلجامه. إن هذا القرار الصائب من خادم الحرمين هو إرادة ملكية للقضاء على شواذ الفتاوى .. فحفظه الله ورعاه وأيده بنصره..