الفيسبوك أعلى قيمة سوقية من بعض شركات الاتصالات ولا تهون شركة سوني وياهو، فمؤخراً صدر إعلان من "الفيسبوك" بأن عدد أعضاء الموقع وصل إلى 500 مليون ومن ثم صدر بعده بمدة إعلان عن نية "الفيسبوك" في إطلاق فيلم سينمائي من المتوقع أن يعرض في أكتوبر 2010 حقيقة سوف اعمل على تحليل الخبر من عدة نواح. من ناحية نوع المشروع صنفت ال CIA مشاريع الدول إلى ثلاثة أقسام هي المشاريع الزراعية والصناعية والخدمات وهي المعايير التي تستخدم في معرفه الناتج المحلي الإجمالي لكل دوله GDP، لذلك يصنف "الفيسبوك" من مشاريع الخدمات وأيضا الياهو وشركات الاتصالات في السعودية وهي أيضاً من مشاريع الخدمات، بينما تصنف شركة سوني من المشاريع الصناعية. من ناحية السكان لو افترضنا أن "الفيسبوك" دولة افتراضية لكان موقعها الثالث عالميا حيث تأتي الصين في المركز الاول بتعداد يصل إلى 1.3 مليار نسمة، وتحل الهند ثانياً بتعداد يقدر ب 1.1 مليار نسمة، أما الفيسبوك فسيكون بالتأكيد ثالثاً حيث عدد مشتركيه 500 مليون نسمة، بينما امريكا ستحتل المركز الرابع ب 300 مليون نسمة. من ناحية القيمة السوقية والإيرادات تقدر القيمة السوقية لشركة سوني ب 30 مليار دولار ويصل حجم إيراداتها إلى 75 مليار دولار، بينما تبلغ القيمة السوقية لشركة الاتصالات السعودية 21 مليار دولار ويبلغ حجم إيراداتها 8 مليار دولار، أما ياهو فقيمتها السوقية 21 مليار دولار أما إيراداتها 6.5 مليار دولار، في حين أن الفيسبوك تقدر قيمته السوقية 33 مليار دولار وحجم إيراداته يصل إلى 700 مليون دولار، مع ملاحظة أن الشركات الاستثمارية العالمية ومنها شركة Digital Sky الروسية أعطت تقويما "للفيسبوك" بقيمة 10مليار دولار فقط، وذلك بشرائها حصة من أسهم الشركة بما قيمة 200 مليون دولار. الغريب في الأمر أن طلبات الشراء وصلت لأرقام قياسية حيث كان سعر سهم "الفيسبوك" ب 12 دولارا في بداية سنة 2010 بينما وصل سعر السهم حاليا إلى 75 دولارا!، وأيضا من المتوقع ترتفع الإيرادات الإجمالية إلى 1.2 مليار دولار في نهاية سنه 2010. من ناحية مصادر الدخل سوني تربح من بيع منتجاتها الصناعية، شركات الاتصالات تربح من بيع الخدمات وإعادة بيع المنتجات، الياهو والفيسبوك تربح من الإعلانات وبعض الخدمات التجارية مع ملاحظه عدم وضوح النموذج الربحي للفيسبوك والسبب ان الشركة تعتبر ناشئة (لن ادخل في تفاصيل النموذج الربحي حاليا)، والفكرة الذكية التي تعمل عليها الفيسبوك هي تقديم خدمات إضافية ولكن بطريقة ابتكارية. اتذكر أنه في فترة سابقة أعلن "الفيسبوك" عن استبيان لمعرفه ما الخدمات أو المنتجات المناسبة لزوار الموقع، ومن خلال الاستبيان تبلورت في أول منتج حقيقي ألا وهو فيلم سينمائي يحكي قصة نجاح "الفيسبوك" الذي أُعلن عنه سابقا واحتسب له ميزانية تقدر ب 47 مليون دولار فضلا عن إيراداته التي ستكون ضمن إيرادات الفيسبوك. ومن المعروف أن إيرادات السينما عالية وبمقارنة بسيطة مع بعض الأفلام السنمائيه الأخرى التي تحكي نجاح رجال الأعمال أو الشخصيات البارزة، نجد أن فيلم Forrest Gump الذي وصل حجم ميزانيته إلى 55 مليون دولار في حين حقق إيرادات تبلغ 677 مليون دولار، أما فيلم Jerry Maguire فميزانيته تقدر ب 50 مليون دولا وإيراداته 273 مليون دولار، وفيلم A Beautiful Mind ميزانيته 60 مليون دولار وإيراداته 313 مليون دولار، وفيلم Sherlock Holmes أنتج بميزانيه حجمها 90 مليون دولار ووصلت إيراداته إلى 516 مليون دولار. من ناحية أخرى الابتكار والتقنية والاستثمار في مشاريع الخدمات ومشاريع الانترنت كتجارة الكترونية هي مزيج لنجاح جديد بمفهوم الاقتصاد المعرفي، لذلك مهم أن تبرز هذه الصناعة، وان يكون لها مستثمرون جدد بمفهوم المستثمر المخاطر، أو رأس المال الجريء، لذلك هل فكرت أن تبدأ؟ إذا ما العائق؟ * متخصص في الاقتصاد المعرفي والتجارة الإلكترونية