عربات التسوق.. ليست المظهر الوحيد لما قبل الشهر الفضيل، لكنها المنظر الأبرز فيه، حيث يقدر اقتصاديون أن شعب المملكة ينفق تقريباً نصف دخله الشهري (راتب شهر شعبان) على مشتريات رمضان، وعلى الرغم من مرجعية هذه التقديرات العلمية، إلا أن الملاحظة المجردة تضع نسبة أكبر بكثير من نصف الراتب، بل يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الاستدانة من المعارف، أو طلب سُلفة من العمل لاحتواء نفقات الطعام في شهر الصيام!. وكثير من النداءات التي لا تنقطع والدعوات التي لا تتوقف تطالب الناس بالترشيد واستلهام روح الشهر الفضيل في نفقاتنا وطعامنا وشرابنا، إلا أن الأحوال تتكرر والأوضاع لا تتغير، وكل رمضان يتقاطر الناس على المجمعات الاستهلاكية، يمسحون ما على الرفوف، ويضجون بالشكوى من ارتفاع الأسعار، ومبادرات التجار بمضاعفة مشترياتهم مقابل تخفيضات مسرحية، لكنه يظل رمضان شهر الخير والإحسان، شهر صلة الأرحام وموائد الرحمن وقراءة القرآن، شهر الإنفاق في سبيل الله والتدبر والتفكر، شهر الرحمات والحسنات، شهر الخير العميم والفيض الروحاني الكريم. في هذا الملف جمعنا لكم من روح رمضان ما استطعنا، ومزجنا الدين بالدنيا كما هو حال الحياة، استمعنا لشكاوى المتسوقين ودخلنا خيام الإفطار واقتربنا من حكايات الخادمات، وعرجنا على النصائح الدينية والفوائد الصحية، وشاركنا المهنئين عبر رسائل الجوال ومواقع الانترنت، واقتربنا من أنظمة الشهر الفضيل التي تمنع الجهر بالإفطار وتنظم ساعات الدوام في نهار رمضان، وكل عام و أنتم بخير ..