كلنا ننتظر.. كلنا نستعد.. ضيف كريم اقترب.. شهر مقدس أيام وسيصل.. موسم فرح وعطاء أقبل.. انه يسرع نحونا يحث الخطى قادما إلينا.. مرحباً بك.. أهلاً بمقدمك.. ستغمرنا بكرمك ولطافتك.. ستكرمنا ببسمتك بأنسك.. ستنعم أرضنا ببركتك.. أهلاً وسهلاً ضيف كريم وفقنا إليه رب عظيم جليل كريم.. اللهم بلغنا رمضان.. اللهم بلغنا رمضان.. اللهم بلغنا رمضان.. وأرزقنا صيامه وقيامه وأدخلنا الجنة وأعتقنا فيه من النار. رمضان شهر البركة والزحمة والصيام.. حقيقة.. تملكتني حيرة.. لا أدري كيف نستقبلك.. وما الطريقة في الترحيب في موكبك.. هل نشعل لك البخور ونزيب الدروب بالزهور والورود.. أم هل نبدع في الأساليب ونطلق لك أجمل التراحيب وننتقي عباراتنا وننمِّق كلماتنا ونجود لك بأحسن القول. حقيقة ما فتئنا في حيرة.. لكننا عرفنا كيف السبيل وتوصلنا إلى ما تريد.. سنستقبلك بالقرآن سنرتل آياته ونتدبرها ونتلوها ليلاً نهاراً في سائر أوقاتك.. فأنت (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) فيك جبريل عليه السلام يدارس محمد صلى الله عليه وسلم القرآن هذا الكلام العظيم والآيات الشريفة نزل فيك في أشرف ليلة (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر.. ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر). رمضان نحن في شوق وفي لهف إليك ننتظرك بفارغ الصبر سنضيء لك قناديل المساجد وسنجعلها تزداد نوراً بتراتيل آيات القرآن سنحييها بصلاة التراويح والتهجد رمضان سنستقبلك بالصيام سنضيء نهارنا ونحيي ليلنا سنقبل على الخير فأبواب الخير كثيرة وفيك طرق الخير وسبله ميسرة ومذللة وطرق الشر مغلقة فالشياطين مصفدة وأبواب النار مغلقة فالخير فيك وافر ومنتشر والشر فيك محصور ومنحسر. رمضان نحن على بعد خطوات منك ونحن في نشوة وسرور لمقدمك لأنك شهر خير وبركة.. موسم عظيم ومصدر عطاء فيك فرص وأوقات وأيام عظيمة.. فأنت فرصة للتزود والتقرب من الله ففيك مغفرة ورحمة وعتق من النار وأيضاً أنت فرصة للتغيير (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فهناك عادات ترسخت وتقوت مع الزمن ومرور الأيام فكل ممارسة لهذه العادة الفاسدة مثل الخيط الدقيق الصغير حتى اجتمعت وتقوت من كثرة التكرار فأصبحت حبلاً متيناً قوياً يصعب قطعه لكن بالامكان نقضه ورمضان يساعد بروحانيته وايمانيته وبركته وإشعاع الخير فيه على نقض هذا الحبل وإضعافه حتى يقطع هذه العادة ويجتثها من جذورها إلى غير رجعة.. لكن لابد من العزيمة وبذل الجهد والصبر فتغيير العادات ليس هيناً وأمراً سهلاً فيحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها ومنعها والانتباه إلى عدم ممارسة العادة السيئة مرة أخرى. رمضان أهلاً بك.. سعداء بحضورك.. نتلهف لوصولك.. فرصك لا تحصى وخيرك وبركتك تتدفق وتزداد.. وأخيراً «فرغم أنف من أدرك رمضان ولم يغفر له» دعا بها جبريل عليه السلام وأمن عليها محمد عليه الصلاة والسلام.