رمضان، يحمل إلى كل القلوب فرحة غامرة ترحب بخير الشهور وسيدها، شهر القرآن والإيمان، شهر الصبر والنصر، فمرحباً بشهر الصيام وقد حل علينا ضيفاً كريماً. وأنا استقبله مع جموع المسلمين أشعر وكأنه يقول: يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته أتطلب الربح مما فيه خسران أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان إن شهر رمضان يُعد للمسلم مدرسة، فيه يتعلم الصبر ويكتسب قوة الارادة، ويمتلك القدرة على روح التجديد لجوانب حياته، وكلنا ذاك المقصر، ورمضان فرصة للعبد أن يتوب ويثوب إلى خالقه ليسمو بروحه ويعلو بأخلاقه ويصحح مسار حياته. رمضان فرصة للعبد ليراجع حساباته قبل يوم الحساب، ليعيد الأمل في قيادة نفسه نحو الفضائل وترك الرذائل، ليفرح وهو يقوم بطاعة الصيام لربه. ويهنأ عند إفطاره بقبول الدعوات، ويسعد مع جموع المسلمين بليالٍ فيها المغفرة والرحمة والعتق من النار، أليست مُنى كل واحد منا أن ينال من ربه رحمة ومغفرة وعتقاً من النار؟ نسأل الله أن نكون من الفائزين في هذا الشهر بعفو الرحمن ورضاه «وبليلة القدر» التي من وفق إلى قيامها وفق في الفوز بعمل خير من ألف شهر، وكأن الانسان قد عاش عمره مرتين عندما يوفق إلى قيامها. رمضان فرصة للعبد أن يطهر قلبه ونفسه ويجدد إيمانه وعلاقته بربه، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه»... فمرحباً شهر الصيام... يا حبيب زارنا في كل عام. ختاماً... لقد أظلنا شهر كريم... شهر عظيم... شهر صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً، فاللهم يا رب امنحنا جميعاً صيام رمضان كاملاً غير منقوص، واجعله لنا شاهداً لا علينا، ووفقنا إلى صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيك، ولا تؤاخذنا بما نسينا أو قصرنا، ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ولا تجعلنا يا الله ممن ليس لهم في رمضان إلا الجوع والعطش والتعب، بل ضاعف يا رب حسناتنا وامحُ زلاتنا وكفّر خطايانا وتوفنا مسلمين. [email protected]