رعى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز حفل الدفعة الأولى من خريجي برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي في جامعات المملكة المتحدة وإيرلندا بحضور معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري والملحق الثقافي لدى المملكة المتحدة وايرلندا الأستاذ الدكتور غازي بن عبدالواحد المكي في حفل أقامته الملحقية بقاعة إكسل لندن بالعاصمة البريطانية مساء الأربعاء الماضي. وبدأت مراسم الحفل بدخول الخريجين يتقدمهم الطلاب والطالبات الحاصلون على درجة الدكتوراه ثم درجة الماجستير والبكالوريوس، ثم بدئ الحفل الخطابي بآيات من الذكر الحكيم بعدها ألقيت كلمة الخريجات التي ألقتها نيابة عنهن الدكتورة عالية بنت فيصل شاهين وقالت: يسعدني ويشرفني أن أقف بينكم في هذا اليوم المبارك ونحن نحتفل بتخريج نخبة من الطلبة والطالبات من أفضل الجامعات البريطانية. فهنيئاً من القلب أقولها لكل من ثابر واجتهد حتى نجح في تحقيق حلمه وأكمل مهمته في تحصيل أعلى الشهادات العلمية. وأضافت: ونحن نتسلم هذه الشهادات ونجني ثمار ما زرعناه خلال السنوات الماضية التي قضيناه هنا، لابد أن ننظر بكثير من التقدير والعرفان لهذه الفرصة التي أتت بنا الى هنا وسمحت لنا بتحقيق ما حلمنا به وطمحنا لأجله. وسيشهد القاصي والداني على حكمة رائد هذا البرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وسيبرهن على عمق رؤيته والتي تمثلت بفتح باب الابتعاث للمتميزين من أبناء الوطن وبناته. وأكدت أن هذا القرار غيّر حياة ومستقبل الكثير من الطلبة والطالبات وساهم في بناء وتطوير المواطن السعودي وأحدث طفرة في نهضة البلاد وتقدمها. ولعلنا نرى بسبب هذه الخطوة المباركة مستقبلاً مزدهراً بارق الإشراق، لا يسعنا اليوم إلا أن نثني ونشكر صاحب القرار والقائمين على البرنامج الرائد. السفير السعودي: الوطن ينتظر عودة أبنائه للإسهام في تنميته وتعزيز مكانته كلمة الخريجين ثم ألقى الدكتور علي مسملي "دكتوراه طب العيون" في جامعة كاردف، كلمة قال فيها: إنه لشرف أن نحظى اليوم بوجودكم بيننا وتكريمكم لنا بحضور نخبة من رجالات الوطن رواد العلم والمعرفة. نتشرف بحضوركم لمشاركة أبنائكم وبناتكم في أجمل لحظات العمر وأشدها فرحاً وسعادة، لحظات جني ثمار الجد والاجتهاد والتعب. ولئن كانت أرض الوطن بعيدة عن حفلنا، فإن الوطن ماثل هنا بحضوركم. وأضاف: إن الجميل لا يقابل إلا بالجميل والفضل بعد فضل الله لأهل الفضل، وإننا نتشرف بإهداء هذا النجاح لراعي نهضتنا وقائد مسيرتنا، إلى الرجل الذي راهن على أبناء شعبه فابتعثهم شرقاً وغرباً لنهل العلم والمعرفة. لوالدنا الغالي ملك الإنسانية وملك القلوب مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه. د.خالد العنقري ثم ألقى الدكتور غازي عبدالواحد مكي، الملحق الثقافي في بريطانيا وإيرلندا قال فيها: وأنا أهنئ المبتعثين على ما بلغوه من نجاح، وما حققوه من إنجاز علمي وتحصيل أكاديمي، لا أملك إلا أن أعود بذاكرتي إلى خمسة أعوام مرت على انطلاقة عصر استنارة وتنوير لم يعد هدفه محو الأمية أو زيادة عدد المتعلمين فحسب، بل التفاعل الخلاق مع الحضارات الأخرى مباشرة من خلال فتح باب الابتعاث أمام جيل من الطلاب والعلماء والمختصين. وهذا ما عناه بالضبط أحد باحثي التربية المعاصرين ب«تنمية رأس المال الرمزي». وأشار الدكتور المكي إلى أن الملحقية الثقافية بالمملكة المتحدة وإيرلندا تفخر بكم جميعاً أيها الخريجون.. وتأمل ألا تنقطع صلتكم بها، ولتحقيق هذه الغاية يسعدني ويشرفني الإعلان عن إنشاء رابط في صفحة الملحقية عبر شبكة الإنترنت ليكون وسيلة للتواصل بين الملحقية وخريجيها من الجيل الحالي والأجيال السابقة من الخريجين. وفي ختام كلمته قدم الدكتور المكي شكره وتقديره لكل من أسهم في إنجاح هذه المناسبة، مكرراً تهنئته لجميع الخريجين. كلمة وزير التعليم العالي وقال معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري: يشرفني في بداية كلمتي، أن أنقل لكم تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وتبريكاتهم لكم أيها الخريجون الأعزاء. وأضاف: ويسعدني كذلك، ويسعد كل محب للمملكة، أن نشارك اليوم حفل تخريج الدفعة الأولى من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في المملكة المتحدة وإيرلندا، ذلك البرنامج الذي يصوغ غداً أكاديمياً واعداً للمملكة، ويتيح لها مكانة متميزة بين الدول المتصدرة للتعليم العالي عالمياً بإذن الله. وأكد أن متابعة وجوه الخريجين، من أبنائنا وبناتنا، وما ارتسم عليها من سعادة غامرة، يبهج نفوسنا ويشرح صدورنا، ويوعد بغد للمملكة أكثر إشراقاً بإذن الله. وإذا كانت هذه الدفعة هي الأولى في بريطانيا، والثالثة في أمريكا من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله ورعاه، فإنها ليست الأولى في تاريخ هذا الكيان العظيم، المملكة العربية السعودية، فقد عودنا ولاة الأمر فيها، حفظهم الله، الاهتمام بالتعليم وتقدير قيمته وأهميته منذ تم تأسيس هذا الكيان الشامخ الذي أشرق ضياء نشأته في عام 1351ه، ليعلن عن قيام أعظم وحدة عربية في العصر الحديث. الشيخ عبد الرحمن السديس ومن الأحداث التي سجلها التاريخ بالأمانة والدقة، لأهميتها البالغة، بداية البعثات التعليمية إلى الخارج، والتي تعود أولاها إلى عام 1346ه أي إلى الأعوام الخمسة التي سبقت إنشاء مديرية المعارف. وقال: ومن نعم الله على مملكتنا الحبيبة أن خادم الحرمين ببرنامجه الطموح أدرك بكل ثقة ويقين، أن عملية التحول إلى مجتمع معرفي إنما تتحقق نتيجة الإسهام الاقتصادي والاجتماعي للتعليم العالي، والالتزام بمتابعة خطى التقدم العلمي المعاصر في سائر أرجاء عالمنا، وأن نسهم بنصيب إيجابي في فلك العولمة ببعدها التعليمي. وأوضح أن ابتعاث أكثر من تسعين ألف طالب وطالبة، ينتشرون الآن في جميع أنحاء المعمورة. غرباً وشرقاً وجنوباً، من أمريكا وكندا غرباً، إلى الصين واليابان شرقاً، مروراً بأوروبا التي تتوسط القارات حتى استراليا ونيوزيلندا جنوباً، لذو دلالة بليغة تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك على أن المملكة قد تمكنت بقيادتها الواعية الرشيدة من الوفاء ببعض مستلزمات النمو والازدهار وبما يتسق بكل أمانة مع حاجاتها الملحة، وما نشهده من زيادة في عدد الطلاب والطالبات السعوديين الذين يدرسون في الجامعات ومراكز البحث العلمي بالمملكة المتحدة إنما يعبر بصدق، أفضل تعبير عن درجة التطور الذي وصلت إليه العلاقات السعودية البريطانية التي تمتد إلى ثمانية عقود مضت من المصالح المشتركة والتعاون الوثيق في جميع المجالات. بعد ذلك ألقى راعي الحفل سمو الأمير محمد بن نواف كلمة هنأ فيها الخريجين بهذه المناسبة التي يزف فيها أكثر من 1200 خريج وخريجة في مختلف التخصصات العالية وقال: لقد تخرج في جامعات المملكة المتحدة وآيرلندا، وسيتخرج فيها في المستقبل، بإذن الله، أعداد كبيرة من السعوديين والسعوديات، ولكن المجموعة التي نحتفي بها اليوم تكتسي طابعاً خاصاً جداً، لأنها أول مجموعة تتخرج، في المملكة المتحدة وايرلندا، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، يحفظه الله، للابتعاث الخارجي. لذلك، فالاحتفاء بها احتفاءٌ بالثمرات الأولى لرؤية قيادية مستقبلية بعيدة المدى، وضع بها قائد متفتح البصيرة أحجار أساس قوية، وعقد أمله على أن تكون ركائز لإعلاء بناء الوطن ومواصلة مسيرة التنمية الشاملة المستدامة فيه لعقود قادمة من الزمن. ولا شك أن من أسباب سعادتي وفخري أن يسَّر الله سبحانه وتعالى لي أن أشهد هذا الحدث المبارك وأشارك معكم في الاحتفاء والاحتفال به. وأضاف: بهذه المناسبة السعيدة، يسرني غاية السرور، بعد حمد الله وشكره على ما منَّ به من فضل وتوفيق، أن أبدأ بتوجيه خالص التهنئة إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين؛ الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي أنا على يقين من أن تخرج هذه الدفعة الأولى من أبنائه المبتعثين يمثل بالنسبة له - كقائد جعل الإنسان في وطنه وفي العالم همه الأول - انطلاقة الأمل، ومرحلة قطف الثمار الطيبة من مبادرته التنموية الرائدة للابتعاث الخارجي، التي كان، أيده الله، قد أطلقها قبل قرابة خمسة أعوام. والتهنئة موصولة إلى صاحبي السمو الملكي، سيدي ولي العهد الأمين وسيدي النائب الثاني، وإلى جميع القائمين على التعليم العالي عموماً، في المملكة وخارجها على تنفيذ برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي؛ وأخص بالذكر، في هذا الصدد، معالي الدكتور خالد العنقري؛ وزير التعليم العالي. كما قدم سموه التهنئة لذوي الخريجين وعائلاتهم، وقال كذلك أود أن أقدم تهنئة خاصة لوطني العزيز - حفظه الله وأعزه - الذي ينتظر بشغف عودة أبنائه وبناته ليسهموا في بنائه وتنميته والحفاظ على مكانته العزيزة بين الأمم. كلمة الشيخ السديس وشارك في الحفل إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز بكلمة توجيهية حث فيها الطلاب الخريجين على استثمار ما حققوه من نجاح علمي خلال فترة دراساتهم لخدمة دينهم ووطنهم ورد الدين لبلادهم التي تنتظر منهم الكثير للإسهام في مواصلة عجلة التنمية التي يرعاها ويقف خلفها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. وأكد أن أكثر من 90 ألف مبتعث سعودي حول العالم يعتبرون سفراء للإسلام وسفراء للإنسانية، وهذا ما يحمل على عاتقهم تمثيل هذه الرسالات التي تنضوي على الرحمة والحب للآخر ونبذ الإرهاب والعيش بوسطية واعتدال مؤكداً أن التحاور والتخاطب مع الآخرين هو من صميم رسالة الإسلام. وفي ختام الحفل تم تكريم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة ومعالي وزير التعليم العالي ومعالي نائب الوزير وعدد من المسؤولين.