تنضح رسالة الأم " نور " بألم من المؤكد أنه يحرق قلب كل من يحيط بها كما حرق قلبها . ألمها الذي ضمنته في رسالتها المرسلة إليّ مصدره استبداد طليقها بمصير ابنها البكر ، نكاية بأمه ، لدرجة أنه حجز عنه أوراقا رسمية ليمنعه من التسجيل الجامعي والبعثة ، فما عاد لديه جواز سفر ، ولا شهادة ميلاد ، وهو الذي تخرج حديثاً في المرحلة الثانوية بتفوق في القدرات والتحصيل ، وهو أحد المرشحين من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ، ومع ذلك هاهو يقف الآن مكتوف اليدين أمام تعنت أب هجره ولم يشاركه فرحة النجاح ، ولم يقم بواجبه في الإرشاد والتوجيه ، كما يفعل أي أب طبيعي ، ولم يخجل أمام ولده من تكرار عبارة التشفي " مادام رأسي يشم الهواء فلن أعطيك الجواز أو غيره " ! الأم " نور " انفطر قلبها وهي ترى مصير ولدها ، الذي عاشت معه الآمال والأحلام والتعب طيلة ثمانية عشر عاماً ، يضيع أمام ناظريها وهي عاجزة عن فعل شيء له ، وتخاف أن ينتهي وقت التسجيل ويفوت الفوت على فلذة كبدها ! طرقت أبواب الإمارة ، ووزارة الداخلية ، وحقوق الإنسان ، تريد من يساعد ولدها على استخراج جواز سفر بديل يعينه على السفر للدراسة .. ولا مجيب حتى الآن ! " نور " تتساءل بحرقة : " لمَ لا تعطى للأم صلاحيات مثل صلاحيات الأب " ؟ نور تستغرب أن تفترض الأنظمة أن " كل الآباء طبيعيون وصالحون ويستحقون ولاية أبنائهم والتصرف بأمورهم بالشكل الصحيح .. وتفترض بالمقابل أن كل الأمهات قاصرات لا يحسنّ التصرف والمبادرة لذا تحرمهن من الولاية وصلاحياتها " ! بربكم .. ماذا تفعل نور وولدها – الآن – في ظل وجود أب كهذا ، ووضع كهذا ؟ .. من لديه الحل ؟