هل تؤمن بمبدأ نيلسون مانديلا، حيث التسامح يبعث الأمل ، وتشرق شمسه عالية على الأوطان ، فيؤسس للبدء من جديد ، يؤسس لدولة ويبني أمة ؟ هل تؤمن بأن الحياة كما تحتاج للقوة تحتاج أيضا للصبر والتحمل والتسامح ، وكما تحتاج للصراع تحتاج في أحايين كثيرة لبعض التنازل ليس عن ضعف ولكن عن قوة العفو والغفران..؟ هل تؤمن بتسامح ونبل المهاتما غاندي ، وترى أن الصبر والعمل أجدر وأهم من الصدام.. وأن الصبر مهما طال لابد أن تنفرج ظلمته عن نور الحب والعطاء ، وأن الإيمان بالأمة، مهما تعددت لغاتها وطوائفها ممكن أن تتحد وتقوى ؟ المهم أن تؤمن بذاتك وقدرتك والمحيطين بك على الصمود.. هل تؤمن مثلي بأنه قد تجد في بعض من تحبهم من الضغط عليك أو من الإساءة لك ولكن عليك أن تتذكر مواقفهم الجميلة ذات يوم ..وإن صدر منهم أمر أزعجك وآلمك فكم من مرة أفرحوك ووقفوا بجانبك ..؟ وإن الشوك إذا ظهر من وردة فكم كان لها قيمة ومعنى ومغزى في يوم ما كنت بحاجة لمسحة حنان يد تمتد لك لتأخذك بعيدا عن خضم أمواج الألم .. هل تؤمن بأن الحب مهما دار الزمن لابد أن تبقى له نار من تحت رماد الزمن ، فتعود جذوة الأمل للتوقد ..وأن الشمس إن حرقت يوما فكم أدفأت أياما ؟ هل تؤمن بأن تذكر الحسنات والطيبات يريح أفضل من البحث عن المنغصات ، وان البحث عن سبل التسامح أفضل من إيقاد نار الحقد ؟ والتنقيب في سجل الخير أفضل من التنقيب في سجل المنغصات المتعبات؟ ، فمن يبحث في قمامة الأخطاء لن يناله إلا القذارة والرائحة النتنة ، ومن يبحث في سجل النقاء والطيبة سيجد رائحة المسك ولون الورد ؟ هل تؤمن بأن عمل الخير يريح ويجدد الشباب ، بينما عمل الشر تتوقع ردة الفعل عليه وقد تكون أسوأ منه وبذا تعيش في دوامة الفعل وردة الفعل ؟ أما الخير فردة فعله إن لم تكن خيرا فهي لن تكون سوءا على كل حال ..؟ هل تؤمن بأن قليلاً من الود يريح القلب والأعصاب بينما القليل من الحقد يشعل فتائل الغل .. وهو كالشرر لايستهان بصغيره ؟ وهل تؤمن بأن الأسماك في البحر تنتظر الحسنات التي سترميها لها بينما السيئات ستبقى تدور على اليابسة وتزيد الأمر جفافا ؟ وإذا كانت الأسماك تنتظر فلنعطها سعادة الطيب..