إن من فضل الله سبحانه وتعالى ورحمته على عباده الصالحين ان جعل لهم مواسم يستكثرون فيها من الخير والعمل الصالح ،ومن هذه المواسم أيام عشر ذي الحجة. قال ابن رجب -رحمه الله : (لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا الى مشاهدة بيته الحرام ،وليس كل واحد قادرا على مشاهدته في كل عام فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج لطائف المعارف لابن رجب ولقد قال العزيز الحكيم في محكم كتابه: (والفجر وليالٍ عشر) الى آخر الآية والمراد بها عشر من ذي الحجة، وقال ابن حجر في الفتح : والذي يظهر ان السبب في امتياز عشر ذي الحجة وذلك لاجتماع أمّات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج. ولقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل فأجاب : (أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة)، فلتكن قلوبنا عامرة بالحب والتواصل والرحمة والتكاتف والتكافل والتسامح والعطاء والوفاء والصفاء والنية الحسنة فقلوبنا تعمر بحبنا وقناعتنا وشكرنا وصبرنا على الابتلاء، وكل عام والجميع بخير ورضا ومغفرة من الخالق العظيم. لذلك يجب على كل إنسان ان يحرص على الاستفادة من هذه الأيام الفضيلة والمباركة بالاجتهاد وبعمل الخير وبكثرة الأعمال الصالحة من نوافل العبادات كالصلاة والزكاة والصدقة وقراءة القرآن الكريم ومساعدة المحتاجين والتفريج عن المعسرين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبر الوالدين وصلة الأرحام وإكرام الجيران والبعد عن الحسد والحقد والكراهية والغيرة والضغينة والتقليد الأعمى، فاحرص على محاسبة النفس حول ما قصرت فيه تجاه ربك وأهلك ودينك ووطنك فيجب علينا اتباع محاسبة النفس قبل ان يحاسبنا الخالق ويجب علينا الاهتمام بالعمق والجوهر قبل تلميع المظهر فالنفوس الطيبة والخيرة نورها يزيدها جمالا ونورا يشع من حولها. فالحياة مرحلة قصيرة جدا مهما طال العمر ، لذا يجب علينا تدارك الأمر والبعد عن التأجيل في كسب الأجر والثواب، لأن هذه الأيام فرصة لمن يريد الكسب والأجر. فكم يتيم ينتظر أن تكون فرحته على يدك بملابس العيد؟ وكم من فقير يحتاج ألّا تنساه وأنت على غداء العيد؟ وكم من أرملة تنتظر ان تشاركها في تخفيف معاناة الزمان؟ فلتكن قلوبنا عامرة بالحب والعطاء والتسامح والوفاء، فإن القلوب المحبة نور يضيء الطريق لكل حائر مسكين. فلتكن نفوسنا واحدة ومسيرتنا مسيرة خير في هذه الأيام الفضيلة ولنتسابق في عمل الخيرات ،فإن احساسك بغيرك هو دليل على عمقك الطيب ومشاركتك لغيرك في تخفيف المعاناة وزرع الابتسامة في هذه الأيام الفضيلة نعمة كبيرة تقدمها لنفسك فتكسب بها رضا ربك. فلتكن قلوبنا عامرة بالحب والتواصل والرحمة والتكاتف والتكافل والتسامح والعطاء والوفاء والصفاء والنية الحسنة فقلوبنا تعمر بحبنا وقناعتنا وشكرنا وصبرنا على الابتلاء، وكل عام والجميع بخير ورضا ومغفرة من الخالق العظيم. [email protected]