«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الثقة» حزام الأمان ..و«الخوف» يتلاشى أمام مقود السيارة
السائقات السعوديات في الخارج..
نشر في الرياض يوم 11 - 06 - 2010

أخذت قضية قيادة المرأة السعودية للسيارة أكثر مما تستحقه من النقاش على الصعيدين الداخلي بين أوساط المجتمع، وردة الفعل الخارجية، حتى أصبحت ذريعة لبعض المنظمات الدولية التي تترصد «تسجيل النقاط» على المملكة فيما يخص حقوق الإنسان، وكأنها القضية الأهم، وكأن مستقبل البلاد والعباد سيتوقف على الحكم في هذه القضية، فهي بالنسبة لبعض الشرائح الاجتماعية في المملكة بمثابة اللغم الذي سيفجر شوارعنا، ويهدد بتفكك الأسر وتفتيت المجتمع ونشر الرذيلة فيه، فلصالح من سيكون الحكم؟.
«الرياض» من خلال هذا التحقيق تستعرض تجربة قيادة السعوديات للسيارة في الإمارات، حيث التقت بالعديد من أبناء الجالية السعودية هناك من السيدات، سواء الطالبات أو ربات البيوت اللاتي يمتلكن سيارت خاصة بهن، سواء للذهاب والعودة من الدراسة، أو من ربات البيوت اللاتي يقللن أبناءهن إلى المدارس ويوفرن الحاجيات اليومية لأسرهن وبيوتهن بكل أمان وثقة واقتدار، وينصهرن مع زميلاتهن الخليجيات والعربيات وحتى الأجنبيات، من خلال الممارسات اليومية في قيادة السيارة، سواء في طلب العلم أو العمل الوظيفي أو الواجب الأسري.
تجارب ناجحة في تحقيق «الأمان الأسري» والتوفير المالي والاحساس بالمسؤولية
الإيجابيات أكبر من "وهم السلبيات"
في البداية أكدت المواطنة "دعاء ابراهيم السيد أكرم" -المقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتمتلك سيارتها الخاصة منذ عدة سنوات- على أن المجتمع السعودي يرفض أية أمور جديدة قبل تطبيقها عملياً وتجربتها واقعياً،
ولذا فإن موضوع قيادة المرأة للسيارة يعتبر مثله مثل المواضيع السابقة التي استجدت على المجتمع، والتي واجهت الكثير من الرفض في البداية، مثل: انتساب الفتاة السعودية لمقاعد الدراسة وهو الأمر الذي كان مرفوضاً بالاجماع لولا تدخل الحكومة، وايضاً ما حدث عند دخول الانترنت وجوال الكاميرا لمجتمعنا الذي كان ممنوعاً منعاً باتا وأصبح الآن الرجل يقدمه هدية لزوجته، حيث حدثت ضجة أكبر مما يستحقه الموضوع نفسه،
لذلك فإن قيادة المرأة للسيارة له جانبان سلبي وايجابي، وهذا الامر طبيعي في جميع أمور الحياة فيكون الشخص مخيرا بين احداهما ويرجع ذلك إلى ثقافه الشخص والمبادئ التي نشأ عليها.
وقالت: لو فكر المعارضون بالايجابيات المترتبة على موضوع قيادة المرأة السعودية للسيارة،لما افتعلوا هذه الضجة الكبيرة في داخل البلاد وخارجها، فلماذا دائما ينظر مجتمعنا السعودي، بل يبحث عن السلبيات في كل أمر؟، مشيرة إلى أن المرأة السعودية بقيادتها للسارة تستطيع مشاركة الرجل ومساعدته في تلبية التزامات واحتياجات الأسرة عند غياب الرجل، وتخفف عن كاهله الاعباء المالية المترتبة على استقدام العمالة الوافدة من الخارج، كما أن قيادتها للسيارة افضل من ركوبها مع سائق اجنبي غريب عنها، اضافة الى أن ذلك يحد من المشاكل التي تكون بين الزوجين بسبب اتهام الزوجة للزوج بالتقصير في المسؤوليات العائلية (شراء حاجيات المنزل، اصطحاب الاطفال من المدرسة، الذهاب لللمستشفى لأمر طارىء).
وأضافت أن المرأة السعودية اثبتت جدارتها في كل المجالات، ولم تفشل خارج المملكة في قيادة السيارة، ولم تشتك أي دولة خليجية أو أجنبية منها، وقد أصبحت المرأة السعودية تقود الطائرة في الجو، وكذلك تقود ثلة من المتدربين في ميادين العمل سواء في الطب أو في التكنولوجيا.
..مواطنة تصطحب صغارها في سيارتها الخاصة للتسوق وقضاء احتياجات المنزل
وأشارت إلى أن السلبيات الوحيدة لهذا الموضوع في نظري هي نظرة المجتمع السعودي السلبية للموضوع قبل تطبيقه، وأيضا عدم وجود نظام مروري في المملكة يكون رادعا للمتهورين من الرجال عند قيادتهم للمركبات، وتتساءل "دعاء" في النهاية: متى سنبقى في المملكة ننظر للأشياء بنظرة سلبية ولا نشعر بالتفاؤل؟، لماذا دائماً نعطي الشعوب الأخرى فكرة سيئة عن مملكتنا ونصورها بأنها دائماً تقف ضد أي تطور حضاري جديد يجعلنا نواكب بقيه دول الخليج ودول العالم المتقدمة؟.
الفريق خلفان: السائقة السعودية ملتزمة مرورياً ومحتشمة أخلاقياً
الخوف من الجديد
وأوضح الطالب "بدر بن فيحان العتيبي" رئيس نادي الطلبة السعوديين في دولة الامارات أن قيادة المرأة للسيارة مرتبطة بتخوف المجتمع السعودي من كل جديد، حيث مر مجتمعنا السعودي بالعديد من التغيرات في العقدين الاخيرين، وكان كلما استجد لدينا جديد نتوقف ونناقش بين رافض ومؤيد، وفي نهاية المطاف ينتهي الامر الى تقبل المجتمع لهذه الفكرة وتصبح شيئا مألوفا وكأن شيئا لم يكن، وكأننا لم نفترق في الآراء حوله في يوم مضى.
دعاء السيد
وقال: ينقسم المعارضون لقيادة المرأة للسيارة في المملكة حسب تقديري الى قسمين، هما: قسم رافض للفكرة رفضاً سلبياً، وقسم آخر يرفض رفضا ايجابيا، والذين يرفضون رفضا سلبياً هم من يرفض من أجل تكميم وتعطيل المجتمع وبدون أي مبررات، وإذا أصبح الامر الذي كانوا يرفضونه ويعارضونه مسموحاً به في النظام واعتاد الناس على ممارسته بإيجابية فانهم سيكونون من الحريصين على استخدامه أو ممارسته بعد أن كان غير مباح وخارج عن العرف والعادة ومرفوض في نظرهم سابقاً، وليس خوفا على المجتمع كما يزعمون، بل لعدم ثقتهم في كيفية التعامل مع مايستجد من أحداث وما سيلحق بهم بعد أن يسمح بهذا الممنوع، مشيراً إلى قصة في هذا الجانب حدثت معي شخصياً حيث كان هناك أحد الشباب الذين أعرفهم وكان من المعارضين وبقوه لفكرة أن تمتلك الفتاة هاتفاً محمولاً، وبعد شهرين من هذه القصة بعد زواجه، علمت انه قدّم هاتفاً محمولاً هدية لزوجته مع انه كان يصف من يسمح لمحارمه باقتناء المحمول بلفظ فج وجارح، وماهي إلاّ أيام وأصبح الأمر مباحاً لديه وكان مسروراً بانه قدّم هذه الهدية لزوجته، فمثل هذا الشخص الذي يعتبر من الشريحة المعارضة السلبية لا أستبعد بأنه بعد السماح للمرأة السعودية بالقيادة سيكون من أول المبادرين لشراء سيارة لزوجته أو أخته، وسوف يحرص على تعليمها القيادة ايضاً وهذا هو حال السواد الأعظم من المعارضين (ولا ننسى قضية الانترنت ايضاً) ..
نورة: المشكلة في عدم ثقة الرجل وليس الخوف على المرأة.. والدليل «السائق الأجنبي»!
مبررات الرافضين
وأضاف أن القسم الآخر من المعارضين، فهم المعارضون بصوره إيجابية، وهم من يخافون من بعض التصرفات السلبية التي قد تتعرض لها المرأة أثناء قيادتها بمفردها، وما قد تتعرض له من المضايقات، وماسيكلف ذلك المجتمع من خسائر مادية وبشريه لأنهم يزعمون أن الحوادث ستكثر وهذه الحجه يستطيع المجتمع وأجهزة الأمن حلها، حيث باتت قضية الالتزام بقواعد المرور قضية عالمية، ويجب علينا مسايرة الآخرين فيما يعود على الجميع بالنفع العام .
بدر العتيبي
السائقون الأجانب
وترى الطالبة "هديل نبيل الروضان" -طالبة نظم إدارية في جامعة الشارقة- إلى هذا الموضوع من أبعاد عديدة اجتماعية، وأمنية، وثقافية، وقالت: إنني أرى أن ظاهرة الازدواجية السكانية، وارتفاع نسبة الأجانب تشكلان تهديدًا ثقافياً على ثوابت المجتمع السعودي الثقافية والاقتصادية والسياسية والأمنية، فمعظم هذه التجمعات الوافدة غريبة بمعنى الكلمة؛ لأنها غريبة على السكان في جوهرها، فهي بمعظمها تعود لمصدر نمطه الحضاري المادي المجرد، وبعضها قد ينتمي لديانات غريبة ومختلفة تماماً عن ديننا الإسلامي، وعلى ذلك فإن التأثير الثقافي والاجتماعي لهؤلاء الغرباء، يمكن تلمس أخطاره وتحدياته من بروز ظاهرة "اختلاف التجانس" في العادات والقيم والأنماط السلوكية وكل ثوابت المجتمع التي إن هي سادت بالاتجاهات ذاتها فإنها ستؤدي إلى إحساس الفئات الحساسة في المجتمع وخاصة الأطفال بالغربة إزاء الوطن والتاريخ والتقاليد، ثم إضعاف إحساسهم بالانتماء، فقضية انتشار العمالة الوافدة باسم السائقين ممكن أن تحل مشكلة بالنسبة للمجتمع السعودي خاصة، حيث أن الأب أصبح منشغلاً بعمله وأصبح اعتماده الكبير على السائق في ظل منع المرأة من القيادة، وهنا تكمن المشكلة الأكبر، فوجود هذا السائق الأجنبي في البيت هو بمثابة "قنبلة موقوتة" قد تنفجر في لحظة دونما أن يشعر بها رب الأسرة الذي للأسف تخلى عن دوره كمسؤول عن عائلته وأوكلها لهذا الغريب دونما أي احساس أو تحسب منه لأخطار هذه المسألة، وخير دليل على ذلك انتشار مشاكل التحرش الجنسي بالاطفال وعواقبها الاجتماعية والنفسية ومايلحقها من أضرار على الطفل والأسرة والمجتمع.
الشمري: من يريد أن يرتكب الخطأ لن ينتظر الوسيلة حتى لو كان في عقر داره!
مجتمع متناقض
وتضيف "هديل" ان السبب الحقيقي لمنع قيادة المرأة السعودية للسيارة، هو الخوف من تحررها، والخوف أيضاً مما ستصل إليه ومما ستحققه، فها هي قد وصلت لأعلى المناصب التي قد يصلها الرجل، وباستطاعتها الوصول الى الأكثر رغم التحديات التي تواجهها بمجتمعنا الذي يتمسك بتقاليد قد تكون ضد التطور الحاصل، وضد تطور المرأه بالاخص، ولا تستند على الشريعة الإسلامية في شيء، فكان السبب الظاهر للمنع هو الخوف على المرأة، وماسيحصل لها، في حين انه بالعكس تماماً فمجتمعنا مجتمع متناقض يطالب بالتطور، ويمنع نصفه الآخر من مشاركته في هذا التطور، وهو خوف غير مبرر، فهل المرأة قطعة أثاث مكملة لأي منزل؟، وفي المقابل المرأه تأخذ حقها كاملاً في الدول الأخرى، لن اتحدث عن دول اجنبية، بل سأتحدث عن دولة عربية مجاورة هي دولة الامارات العربية المتحدة، فالمرأة ماتزال متمسكة بتقاليدها وعاداتها وزيها المحتشم، وبالمقابل تأخذ جميع حقوقها كاملة غير منقوصة، سواء في مجال الدراسة، العمل، الانجازات والقيادة، وكل هذا لم يمنعها أن تكون امرأة إماراتية متمسكة بالعادات والتقاليد، بالعكس فهي كانت مثالاً يقتدى به في جميع المجتمعات كامرأة عربية..لماذا لاتكون المرأة السعودية كذلك؟، فما لديها من طاقات بحاجة للتحرر يفوق التصورات، فانظروا إلى ماوصلت إليه من التميز العلمي رغم كل المصاعب التي تواجهها، فما بالكم لو اتيحت لها الفرصه ستبدع أكثر وأكثر؛ لأنها امرأة قوية متحدية جميع الصعاب لتصل إلى مبتغاها رغم هذا المجتمع الذي للأسف كان مخيباً لآمالها في المساندة والدعم .
الفريق ضاحي خلفان
دعاء :فئة من مجتمعنا تضخم السلبيات وتعيق تقدمنا
السلوك السيئ لا ينتظر الوسيلة
وأكد الطالب "محمد الشمري" -كلية الصيدلة في جامعة الشارقة-، على أن المشكلة ليست في قيادة المرأة السعودية للسيارة، وليست المرأة هي المشكلة، وإنما تكمن المشكلة الحقيقية في النظرة السوداء للمرأة في مجتمعنا ،والنظر اليها بانها الشيء الذي حين يسمح له بالقيادة سوف يعيث فساداً في الأرض، وكأن قيادة السيارة هي التي تمنع المرأة بأن تتردد في فعل ذلك.
وقال:إذا كانت هي كذلك في عيوننا، إذاً فنحن لانثق في زوجاتنا ولا أمهاتنا ولا أخواتنا ولا بنات عمومتنا وقريباتنا، اذاً كيف نستأمن هذه المرأة التي نتصورها بهذا الشكل على بيوتنا وعلى اطفالنا؟، مؤكداً على أن من يريد أن يرتكب الخطأ فلن ينتظر الوسيلة، بل سيفعل حتى لو كان في عقر داره!.
وأضاف إن لدينا زميلات سعوديات كثيرات يقدن سيارات هنا في دولة الإمارات ولم أشاهد أو اسمع أن احداهن قد تعرضت لأي مشكلة، واذا حصل أن تعرضت أي امرأة تقود سيارتها لحالة تحرش فلا ننسى أنها تتعرض لذلك حتى مع سائقها الخاص، والتي ستسمح لأحد بان يتحرش بها فسوف يكون ذلك سواء كانت لوحدها أو مع سائقها أو حتى لو كانت مع والدها أو زوجها والحوادث كثيرة في هذا الجانب والكل يعرف ذلك.. لماذا لا نحترم أن لدينا عقولاً تفرق بين الخير والشر؟..
الخوف من المرأة وليس عليها
وتشير الطالبة "نورة الشهري" - طالبة دراسات عليا في الإمارات، وتقود سيارتها منذ عدة سنوات- إلى أن المشكله لدينا ليست في قيادة المرأة للسيارة، بل هي مشكلة فكر تشبّع به المجتمع، فهو متخوف من كل ما يستجد عليه، معتقداً أن ثقافته وعاداته وتقاليده لن تصمد في مواجهة هذه الأداة او التقنية الجديدة، وهذا في رأيي يعود لعدم الثقة في أنفسنا وفي مجتمعنا وهو المجتمع الاسلامي الذي يقف على عقيدة متزنه وثقافة دينية وفكرانساني عال.
وقالت: إن الرفض برأيي ليس مرده الخوف على المرأة السعودية، بل هو خوف منها بسبب عدم ثقة الرجل بنفسه أولاً وعدم ثقة المجتمع في نفسه ككل ثانياً، فلو كان كل ذلك الرفض مرده الخوف عليها لكان من الأجدر أن نخاف عليها من سائق أجنبي يقضي ساعات طويلة معها في سيارة واحدة لا تزيد مساحتها عن مترين في مترين، يطوف بها الشوارع لتنتهي من قضاء حوائجها، أو يوصلها إلى قاعات الأعراس وهي في كامل أناقتها وعطورها الفواحه، ومن يعارضني في هذا القول، أقول له انني امرأة سعودية وأعرف هذه الأمور جيداً وربما أكثر منك!، ناهيك عن علاقات السائقين المخيفة مع الأطفال والتي في الغالب قد تطغى على علاقة الطفل بوالده،أليس من الرجولة أن يغار الرجل على زوجته وأطفاله من هذا الرجل الغريب عن مجتمعنا لغة وعادات وتقاليد وغالباً ديناً!.
نظرة سلبية
وتضيف المواطنة "أم فهد" -معلمة رياضيات في إحدى مدارس أبو ظبي- أن المرأه هي التي تربي وتعلم وتسهر الليالي، فليس من العدل أن ينظر للمرأة السعودية بهذه النظرة السوداوية التي تحمل في طياتها الازدراء وتوحي لها بانها خطيئة، والسبب كونها امرأة، ومن من؟،من أعز الناس على قلوبنا وهم أهلنا ومجتمعنا الذي أثبتنا له خلال هذه السنوات الماضية القليلة أننا بحجم الثقة عندما تمنح لنا، ونحاول رفع اسم مملكتنا عالياً، والدليل على ذلك أسماء "بنات السعودية" إن جاز التعبير اللواتي برعن وأبدعن في مجال الطب والرسم والهندسة والعلوم ،حتى وصلن إلى أعلى المستويات، ثم ما الفرق بين المرأة السعودية والخليجية ؟، لاشيء، بل المرأة السعودية تقدمت في عديد من الميادين العلمية والعملية واستطاعت بفضل من الله ودعم من والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -أطال الله في عمره- أن تحقق مالم تستطع غيرها تحقيقه، والنماذج كثيرة في مجتمعنا على كافة الاصعدة والميادين كما ذكرت، فلماذا الإصرار على وأد المرأة السعودية؟.
ندى الفاسي
هديل: مجتمعنا متناقض.. يريد أن يتقدم ونصفه الآخر مقيد!
تجربتي ناجحة
وأضافت "أم فهد" إنني أم لثلاثة أطفال، وزوجي دائم السفر بسبب ظروف عمله، فأنا من يقوم بشراء حاجيات البيت وتوصيل الأولاد للمدرسة بالسيارة التي أقودها، وقضاء متطلبات البيت والأولاد التي لا تنتهي والكل يعرف ذلك، ومع هذا الحمد لله لا أتذكر أنني تعرضت هنا في الإمارات لأية مضايقة بل على العكس، فأنا أشعر بالأمان وأنا مع أطفالي وسيارتنا معنا إذا احتجنا لأي شيء، دون حاجة لرجل غريب ينام معنا في بيتنا أو يختلط بأطفالي وهو لا ينتمي لديننا أو عاداتنا أو لغتنا.
إجهاض نظرية التمييز
وقالت الطالبة "ندى محمد رضا الفاسي" - جامعة الشارقة-، إن ملف قيادة المرأة للسيارة في المملكة أخذ حيزاً كبيراً من النقاش والحوار على مختلف الأصعدة والميادين الرسمية والاجتماعية والإعلامية، وتعددت فيه الآراء، مشيرة إلى أنها مع الرأي الذي يدعم السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، بل وبالتسريع لاتخاذ هذا القرار لأسباب عدة، أهمها: دحض الاتهامات التي تسيء لصورة المملكة فيما يخص الادعاءات بوجود تعنصر ضد المرأة، وهو الأمر الذي لا صحة له، بل على العكس فالمرأة في المملكة تتمتع بحقوق وامتيازات قد لا تجدها غيرها من النساء، فالسعوديات يتساوين مع الرجال في الأجور ويتفوقن في اعداد ونسب المقاعد التعليمية، مع العلم أن ديموغرافية المجتمع السعودي يتفوق فيها الجنس الذكري، كما أن مشاريع الإصلاح راعت عدم التميز الجنسي وأوصلت المرأة السعودية الى المرتبة الوزارية، وكل هذه الحقائق وغيرها الكثير مما يمكن ان تُجهض إذا ما نظر الآخر في مسألة قيادة المرأة السعودية في المملكة، التي لا يتصور انها قد تكون محل نقاش أو تحتل أهمية في النقاش على حساب قضايا أهم تخص المجتمع السعودي، بل ويعتبرها من الامور الطبيعية، لكن من جانب اخر أعي ان مثل هذا القرار لا يمكن ان يصدر في ظل عدم جاهزية البنية التحتية التي تخدم القرار مثل وجود نظام مروري متطور على غرار ما نراه ونتعامل معه في مختلف الدول الأخرى، وخاصة هنا في دولة الإمارات، ومن سمات هذا النظام الالتزام والدقة والموضوعية ولا مكان فيه للواسطات والمحسوبية، فالقانون قانون.
احتواء المعارضين
وتضيف "الفاسي" بغض النظر عن قيادة المرأة السعودية للسيارة فنحن بحاجة إلى نظام مروري متطور في المملكة يحمينا من المتهورين والمخالفين للأنظمة، وتنظيم الشوارع وحركة السير، فدائماً نسمع الشكاوى على النظام المروري في المملكة، وأخيراً أعرف أن هناك الكثير من المعارضين لقرار قيادة المرأة السعودية للسيارة ولهم مبرراتهم، إلا أنه ومن وجهة نظري أرى أنه يمكننا التعامل مع جميع مخاوفهم وحلها بصورة مقنعة خصوصاً وأنه لا يوجد محظور ديني يحرم هذا الأمر.
سيدة سعودية تقود سيارتها «الرينج» لحظة خروجها من العمل دون انتظار السائق
المردود الاقتصادي
وتؤكد السيدة "أم عبدالعزيز" -ربة بيت- على أن المردود المادي الذي سيتحقق عندما يسمح للمرأة بالقيادة -بغض النظر عن المردود النفسي والمعنوي- تتلخص في ثلاث نقاط، هي:
أولاً: سوف نتخلص من مصروفات ورواتب السائقين الخاصين، ناهيك عن أن بعضهم يقدم لوظيفة سائق وهو لا يجيد قيادة المركبة، ومايترتب على ذلك من ثلاثة إلى أربعة حوادث ان لم تكن أكثر، وما يندرج على ذلك من مصروفات إضافية تلقى على عاتق رب الأسرة في إصلاح التالف، وبعد سنتين أو أربع يسافر السائق وتبدأ قصة جديدة عنوانه "أنا قادم استعدوا" مما يؤدي إلى إهدار الأموال، وما يترتب على ذلك من القلق والتعب النفسي من جراء ذلك.
ثانياً: الاموال التي تغادر مملكتنا كل شهر الى دول العمالة والتي تؤثر على اقتصادنا بشكل سلبي.
ثالثاً: الحركة الاقتصادية التي ستحدث من خلال ازدياد مبيعات السيارات وخلافها.
تجربة تجاوز الخوف
وقالت السيدة "أم عبدالله" -ربة بيت سعودية، تقود سيارتها منذ خمس سنوات- إن الحاجة أم الاختراع، وأنا أقود سيارتي الخاصة بعد حصولي على رخصة قيادة مركبة خاصة من إدارة مرور دولة الإمارات، وبعد أن خضعت لعدة اختبارات من قبل مركز تدريب متخصص للسيارات وبمساعدة مدربة عربية، وبعد حصولي على الرخصة سمح لي زوجي السعودي أن أقتني سيارة خاصة بي، لأساعده على إنجاز متطلبات الحياة اليومية، سواء في نقل أطفالي من المدرسة أو توفير حاجات البيت أو إسعاف أحد الأطفال في حالة غيابه عن البيت، حتى لو كان الوقت متأخراً ليلاً ولم تعترضني أية مضايقات، ولمحدودية دخلنا الذي لا يسمح بتوفير سائق في بيتنا المتواضع نظراً لارتفاع أجور المنازل في دولة الإمارات، مشيرة إلى أنها كانت مترددة في القيادة وكان لديها احساس يشبه حاجزا نفسيا، وما أن أمسكت مقود المركبة حتى تلافت كل حواجز الخوف خلف مقود كرسي السيارة بتفوق وعناية وكل انضباط.
وأضافت أن منع قيادة المرأة أو الخوف منه هي قضية اجتماعية فقط، فليس هناك أي دليل شرعي أو قانوني يمنعنا من ذلك، ولو كان هناك من هذا القبيل لمنعني زوجي أو لمنعت نفسي احتراماً لما تعتقده بلدي الذي أمثله أحسن تمثيل سواء في اللبس أو السلوك أو الأخلاق العربية المسلمة الأصيلة التي نستمدها من تعاليم ديننا الحنيف الذي أنصف المرأة في الحقوق والواجبات.
طالبة سعودية لحظة خروجها من الجامعة
الفريق خلفان يشيد بقيادة السعوديات
وفي لقاء خاص سابق ل"الرياض" بالقائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، أكد على أن هناك أعدادا كبيرة من السعوديات اللواتي يقدن السيارات في دولة الإمارات، ولم تسجل على إحداهن أية مخالفة منافية للأخلاق أو السلوك أو غير طبيعية، واصفاً السائقات السعوديات بالملتزمات مرورياً والمحتشمات أخلاقياً، مشيراً إلى أن الخارجين والخارجات عن قوانين المرور والأخلاق من سمات كل المجتمعات الاجتماعية ولا تتعلق برجل أو امرأة، ولا دولة دون دولة ومن المؤكد أنها لا تتعلق بشكل مباشر بقيادة السيارة.
وشهادة القائد العام لشرطة دبي بمهارة المرأة السعودية في قيادة السيارة، إنما تدل على أن المرأة السعودية إذا وجدت البيئة المشجعة لمهارتها، فهي تستطيع أن تبدع في المجال المناط بها، وتدرك احترامه وأهميته، ومنه قيادة السيارة بمهارة واقتدار وفق الضوابط والقوانين المعمول بها في البلد الذي تقيم فيه المرأة السعودية، حيث يكون مكانها وتكون وظيفتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.