ذكرت تقارير إسرائيلية أن التوتر بين الحكومة والجيش في الكيان الاسرائيلي تصاعد في الأيام الأخيرة على خلفية تحقيق مرتقب في النتائج الدموية للعدوان الإسرائيلي على «قافلة الحرية» الاسبوع الماضي. وقالت صحيفة «هآرتس» إن التوتر ناجم عن تخوف كل جانب من محاولة الجانب الآخر تحميله المسؤولية عن «فشل» الهجوم وتعقده ما أسفر عن استشهاد 9 نشطاء وجرح عشرات آخرين بنيران قوات البحرية الإسرائيلية. ولفتت الصحيفة إلى أنه على رغم عدم اتخاذ قرار بشأن طبيعة التحقيق حتى الآن «إلا أن المداولات حول تعيين لجنة تحقيق تثير توترا بالغا بين القيادتين السياسية والأمنية». ورجحت الصحيفة أن النية تتجه نحو تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية «مدنية» وليس لجنة تحقيق عسكرية وأن يتم ضم «مراقب أجنبي» إليها. ويرى المستوى السياسي في إسرائيل أن السبب الأساسي لتورط إسرائيل خلال العدوان على السفينة «مرمرة» التي كان على متنها الغالبية العظمى من المشاركين في «قافلة الحرية» هو الخطة الهجومية التي أعدها سلاح البحرية والنقص في المعلومات الاستخباراتية وأن هذين الأمرين أديا إلى عدم إدراك قوات وحدة الكوماندوس البحري لطبيعة المواجهة التي كانت بانتظارهم على متن السفينة. ومن الجهة الأخرى يتهم ضباط هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب ايهود باراك بانتهاج «خط استعلائي» بشأن التعامل مع القافلة وقدرا أن السيطرة على السفينة ستمر بهدوء. وأضافت «هآرتس» أنه على ما يبدو فإن المداولات التي جرت في هيئة «السباعية» الوزارية الإسرائيلية كانت سطحية نسبيا ولم يتم خلالها الدخول في عمق التفاصيل المتعلقة بخطة العملية العسكرية، وأشار العسكريون أيضا إلى أن نتنياهو تواجد في كندا خلال العملية وأنه قطع زيارته لأميركا الشمالية فقط بعد تعرض إسرائيل لعاصفة من الانتقادات الدولية. وأشارت الصحيفة إلى وجود إخفاق في التعاون بين الجهات الإسرائيلية المختلفة قبيل مهاجمة القافلة، وبينما أجرى سلاح البحرية تدريبات وعقد عشرات الاجتماعات بمشاركة هيئة الاركان العامة استعدادا لمهاجمة قافلة الحرية، لم تجر أي مداولات منظمة مع جهات أخرى يفترض أن تكون مشاركة في الاستعدادات مثل وزارة الخارجية والجهاز الإعلامي. كذلك فإن مشاركة «مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي في الاستعدادات للهجوم كان ضئيلا نسبيا. وقالت «هآرتس» إنه في ظل الضلوع المتدني لهذه الجهات قاد الجيش الإسرائيلي الاستعدادات للهجوم بصورة أوسع من الإعداد للسيطرة على السفينة «مرمرة». واضافت أن ثمة إجماعا على أن الاستخبارات أسهمت بشكل كبير في تورط إسرائيل بعد الهجوم بسبب النقص في المعلومات التي زودت الجيش بها، وان هذا الإجماع جدد التوتر بين الجيش و الموساد بعد مرور عدة شهور من تحسن العلاقات بينهما. من جهة ثانية، فإن قيادة الجيش الإسرائيلي وجهت انتقادات أيضا إلى الخطة الهجومية التي أعدها سلاح البحرية ونقلت «هآرتس» عن ضباط في هيئة الأركان العامة قولهم إنه «يجب التفريق بين -ما وصفوه- بطولة مقاتلي الكوماندوس وأدائهم الرائع خلال السيطرة وبين المعلومات الاستخباراتية وخطة الهجوم».-على حد تعبيرهم- كذلك انتقدت قيادة الجيش غياب «عنصر المفاجأة والخداع» في خطة الهجوم وكذلك حيال القرار بمهاجمة سفن القافلة الست في وقت واحد «الأمر الذي منع تركيز قوات أكبر لمهاجمة «مرمرة» -السفينة التركية- التي تم التعرف مسبقا على أنها مركز الخطر الأساسي».