رحلت أمي الغالية نورة بنت عبدالرحمن الغيث من هذه الدنيا فجر يوم الأربعاء 22 ربيع الآخر من عام 1431ه وبرحيلها انطفأت شمعة كانت تضيء أركان المنزل، وخلفت وراءها أحزاناً لا توصف، وتركت فراغاً شديداً ومؤلماً، كما أنطفأ نور غرفتها التي بها ذلك السرير الدافئ الذي تجلس عليه. وكنا بناتها التسع وأحفادها الكثر نتزاحم عليه، واحدة بجانبها الأمين، وأخرى في الجانب الأيسر، وثالثة خلفها، والبقية تحت قدميها، وجميعنا ملتفين من حولها. كما كان أولادها الثلاثة يتهافتون عليها كالطيور السارحة يقبلون محياها واحداً بعد الآخر، وهكذا كان يفعل بقية أقاربها، وفجأة غادرت أمي العزيزة هذه الدنيا، وكانت صدمة قوية ومؤثرة للجميع، كان حيها حي الشفاء في الرياض شعلة من نور بوجودها، بكى لموتها الصغير والكبير والغني والفقير، وامتلأت المقبرة بالمودعين. قد أظلمت الدنيا ولم يعد لها طعم بعد رحيلها، حتى الجوال الذي كنا نسمع به صوتها العذب الحنون أصبح ليس له قيمة من بعدها، اللهم ألهمنا بفقدانها الصبر والاحتساب، واجمعنا بها ووالدي ووالديهم وذريتهم والمسلمين أجمعين في جنة الفردوس الأعلى. أما أنت يا نور العين وبهجة القلب، ويا رمز المودة والوفاء والعطاء فقد استودعناك الرحمن الرحيم الذي لا تضيع ودائعه. (إنا لله وإنا إليه راجعون).