في يوم الجمعة، يوم عيد الفطر 1431ه، رحلت أمي الغالية إلى ربها... اللهم اغفر لها ولجميع موتى المسلمين، واجمعنا بها في جنة الفردوس الأعلى. فقيدتي... كنتِ لنا صدراً حنوناً وملاذاً، ربّيتنا ونِعم التربية، مجاهدة من أجلنا، ساهرة على راحتنا، مشجعة على الصلاة وكل ما هو خير، فليس لكِ جزاء إلا الجنة... اللهم آمين. أمي... لقد كانت غرفتكِ مسجداً للصلاة والصيام والذكر واستماع القرآن ولله الحمد. لقد انطفأت شمعة الدار، وأسدل الستار على نهايتها، اللهم ارحمها كما ربتني صغيراً، واجعل ما أصابها تكفيراً، وألهمنا الصبر والسلوان من عندك يا الله. الآن يا أمي اطمئني... فلا أطباء ولا دواء ولا مغذٍ ولا مسكنات، بل جنة عرضها السموات والأرض بإذن الله. فقيدتي الغالية... لقد رحل جسدكِ وروحكِ لكن ذكراكِ الطيبة العطرة باقية في قلوبنا، نحن وأبناءنا، لكنه أمر الله والحمد لله على كل حال، والحمد لله أنكِ راضية عنا جميعاً وهذه نعمة عظيمة. افتقدناكِ يا أمي وافتقدنا دعاءكِ الدائم، سنفتقد سؤالك عنّا وعن أولادنا وبناتنا، لقد كنتِ لنا وطناً بجميع أركانه، رافقتنا دعواتكِ منذ أن كنّا داخل أحشائك وبعد خروجنا للدنيا. إلى أمي: اللهم يا حي يا قيوم اغفر لها وثبتها واعف عنها، واكرم نزلها، ووسع مدخلها، واغسلها بالماء والثلج والبرد، ونقّها من الذنوب والخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس، واجمعنا بها في جنان الفردوس.أخي محمد: لقد كنت نِعم الابن البار، فلله درّك يا أخي والحمد لله على كل حال، ولن أنسى مساندة ومساعدة زوجتك في بِر والدتي، فهي نِعم الزوجة لك، وكانت لي الأخت التي لم تلدها أمي، فجزاكما الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة. أما إخواني فأقول لهم: اللهم ألهمنا الصبر والسلوان، إن لله ما أخذ وأعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلنصبر ولنحتسب، فأنتم نِعم الإخوان الذين افتخر بهم وأعزّهم، فاللهم وفقّنا للبِر بها إنه سميع مجيب الدعاء، ولا ننسى والدينا من الدعاء والصدقة، غفرَ الله لهما ولجميع موتى المسلمين، و«إنا لله وإنا إليه راجعون». رحمكِ الله يا أمي...