بدعوة رسمية من جامعة هارفرد العريقة بالولايات المتحدةالامريكية قدم يوم أمس د. عبدالله الربيعة وزير الصحة المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة. وفي حوار صريح ومناقشات متعمقة اتسمت بالعديد من المداخلات العلمية باستخدام الأدبيات الحديثة والنظريات المعاصرة في تطوير النظم الصحية العالمية لقي المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة ورؤية وزارة الصحة لتطوير واصلاح نظامها الصحي ترحيبا واسعا واهتماما كبيرا من قبل اعضاء هيئة التدريس والخبراء والمتخصصين في مجال الصحة العامة الذين اكتظت بهم القاعة الكبرى بكلية الصحة العامة بجامعة هارفرد وقدم لها عميد الكلية البروفيسور جوليو فرينك.وتفاعل الحاضرون مع مرتكزات المشروع الوطني وخاصة محور التطوير الشامل للرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة والمجتمع والذي يجعل الرعاية الصحية الاولية هي الاساس في تقديم الرعاية الصحية وتخصيص طبيب واحد يلم بصحة المريض والمستفيد من الخدمة بدلا من تعرض المريض لاكثر من طبيب وفقدان تاريخه المرضي. وفي هذا السياق أثنى عميد الكلية للدراسات البروفيسور زاكري على موضوع تركيز خدمات الرعاية الاولية على الجانب الوقائي والصحة العامة ونشر التوعية والتثقيف الصحي وتعزيز الصحة، كما تناول خبير الصحة العامة بالجامعة جيمس وير في إشادتة بتركيز المشروع على مكننة الخدمة الصحية وتسخير الحاسب الآلي لبرامجها المقدمة للمجتمع الصحي، مع تغطية جغرافية مثلى من خلال منشآت صحية متكاملة داخل المنطقة، وتوزيع فعال للمنشآت الصحية على المناطق وبما يمكن الوزارة من التركيز على المريض وجعله محور اهتمام النظام الصحي، حيث سيتم وضع الخدمات وتنظيمها بناءً على احتياجات المريض والمجتمع وليس بناء على المستشفيات وإمكانياتها. وأضاف معاليه بأن المشروع يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية ومهمة وهي تطوير شامل للرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة والمجتمع والمرتكز الثاني تطوير الرعاية الصحية المقدمة بالمستشفيات بشكل يتماشى مع مكانة المملكة والمرتكز الثالث هو مكننة النظام الطبي بحيث يصبح نظاماً طبياً متكاملاً بالمملكة وسوف يبنى على نشر الرعاية الصحية الأولية المبني على العدل والمساواة وسهولة الحصول على الخدمة العلاجية والتشخيصية والوصول إليها ورفع مستواها في مناطق المملكة المختلفة بشكل متوازن. وفي ختام اللقاء تمنى الحاضرون النجاح للمشروع الكبير للرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة واعتبروه خطوة طموحة ونقلة نوعية لتطوير النظام الصحي السعودي وجعله في مصاف الدول المتقدمة. كما أثنوا على فكرة المشروع وأهدافه ومكوناته خاصة وأنه بني على أسس علمية مدروسة استطلعت كافة الأنظمة الصحية العالمية وتجاوب مع الاحتياجات الفعلية للمريض والمستفيد من الخدمة واستخلص أهم الايجابيات والمميزات التي تتصف بها الأنظمة المتقدمة. الجدير بالذكر أن وزير الصحة تلقى عديدا من الدعوات الرسمية بالولايات المتحدةالامريكية، حيث قدم من خلالها المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة بمستشفى الأطفال بديترويت ومستشفى كليفلاند وجامعة هارفارد ومركز الأمراض المعدية بولاية أطلانطا وسيقوم معاليه بعد ذلك بزيارة لدولة كندا تستمر عدة أيام. من ناحية أخرى التقى معاليه عقب ذلك مع الطلاب السعوديين المبتعثين للدراسة في جامعة هارفارد وحثهم معاليه على بذل الجهد ومواصلة العمل والتزود من العلوم والتقنيات الحديثة ليسهموا بإذن الله في دعم مسيرة التنمية الشاملة التي تعيشها مملكة الإنسانية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله .