أظهر استطلاع للرأي أجرته باركليز ويلث الشركة العالمية المتخصصة في إدارة الثروات، أن نحو 70 في المائة من أصحاب الثروات في السعودية يعتقدون بأن الاقتصاد العالمي سيشهد نمواً خلال السنوات القليلة المقبلة، وأن قطاع العقارات بشكل خاص سيشهد أداءً جيداً إلى حد ما خلال السنوات الخمس القادمة. ويسعى الاستطلاع الحادي عشر من "باركليز ويلث" الذي شمل ما يزيد عن 2000 شخص من أكثر من 20 دولة حول العالم، إلى قياس توقعات أصحاب الثروات في العالم للسنوات العشر المقبلة. كما يسلط التقرير الضوء على أصحاب الثروات في الخليج ومواقفهم وسلوكياتهم الاستثمارية، وأولوياتهم فيما يتعلق بالإنفاق على مجالات المسؤولية الاجتماعية وتوقعاتهم فيما يتعلق بفئات معينة من الأصول على المدى المتوسط. وتجتمع هذه العوامل معاً لتشكل نظرة مستقبلية إيجابية للنمو الاقتصادي على مستوى العالم وعلى مستوى منطقة الخليج، والتي عبّر عنها أثرياء السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. وكشف استطلاع الرأي العالمي الذي وزع أمس وحصلت "الرياض" على نسخة منه، عن استمرار حماس واهتمام أصحاب الثروات في الخليج تجاه الأسهم والعقارات، وهو توجه من المحتمل أن يستمر على مدى السنوات الخمس المقبلة. وفيما تبقى، هنالك درجة من الحذر لدى المستثمرين عقب الأزمة العالمية، فإن أصحاب الثروات يواصلون مشاركتهم وتفاعلهم في الأسواق ويُظهرون درجة واضحة من الاعتماد على النفس والاحتفاظ بالاتزان ورباطة الجأش، كما بدت توقعات أصحاب الثروات في منطقة الخليج أكثر إيجابية من توقعات نظرائهم على مستوى العالم فيما يتعلق بتوقعات أداء الاقتصاد العالمي واقتصاد دولهم خلال السنوات الخمس المقبلة. وبحسب نتائج الاستطلاع فإن المخاوف بشأن الأزمة العالمية ليست مخاوف مشتركة عالميا، حيث إن أصحاب الثروات في منطقة الخليج هم أكثر تفاؤلاً بأداء الاقتصاد العالمي وأداء اقتصاداتهم المحلية، ففي حين عبر أصحاب الثروات في السعودية بنسبة 70%، وقطر 88.70%، والإمارات 81.20% عن اعتقادهم بأن الاقتصاد العالمي سيشهد نمواً خلال السنوات القليلة المقبلة، أعرب أقلية منهم عن أن النمو قد يَحدثُ بعد فترة من التراجع الطفيف في المدى القريب. وبخلاف هذه الآراء، فقد أظهرت الأرقام أن 60% من إجمالي أصحاب الثروات حول العالم يعتقدون بأن الاقتصاد العالمي سيشهد استقراراً أو حتى تراجعاً خلال المستقبل القريب، في الوقت الذي يمكن أن يُعزى فيه هذا التفاؤل إلى التوقعات المرتبطة بعدد من فئات الأصول. وبحسب نتائج الاستطلاع، يرى جميع أصحاب الثروات في السعودية وقطر والإمارات تقريباً أن الأسهم والعقارات ستشهد نمواً في الأداء خلال السنوات الخمس المقبلة، كما بدأ أن أصحاب الثروات في المنطقة واثقون تماماً بتوقعاتهم حول أداء فئات الأصول المختلفة، بينما أجاب عدد قليل ممن شملتهم الدراسة ب "لا أعرف" على الأسئلة المتعلقة بأداء فئات الأصول. وفيما يتعلق بالأراء حول أداء العقارات، قال نحو 77.40% من أصحاب الثروات في قطر ومثلهم في الإمارات و74% في السعودية إن العقارات ستشهد أداءً جيداً إلى حد ما خلال السنوات الخمس المقبلة. وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد 73.60% من أصحاب الثروات في الإمارات و78% في السعودية أن أداء الأسهم على المدى المتوسط سيتفوق على أدائها على المدى القصير. وأوضح الاستطلاع أن هناك إجماعا عالميا تقريباً لدى أصحاب الثروات في منطقة الخليج على أهمية قضاء الوقت في المشاركة الفاعلة مع مديري ثرواتهم بهدف بناء محافظهم الاستثمارية، وأن النظرة إلى الأثرياء كمستثمرين سلبيين أصبحت أمراً من الماضي، حيث أصبح الأفراد من أصحاب الثروات، وخاصة في دول منطقة الخليج، يشاركون ويتفاعلون بشكل أكبر في عملية إدارة استثماراتهم. وأشارت النتائج إلى أن 76% ممن شملتهم الدراسة في السعودية و70% في قطر و90% في الإمارات يقضون مزيداً من الوقت في المشاركة الفاعلة بإدارة محافظهم الاستثمارية. ومن الجدير بالملاحظة أن 73% من المستثمرين الإماراتيين يقضون أكثر من 20 ساعة أسبوعياً في إدارة استثماراتهم. وأظهر المشاركون في الدراسة من السعودية وقطر والإمارات تبنيهم لموقف أكثر وعياً على المستوى الاجتماعي تجاه أساليب حياتهم ومشاركتهم الفاعلة في مجتمعاتهم. فعلى سبيل المثال، يأتي أصحاب الثروات في هذه المنطقة ضمن أعلى خمس مراتب عالمياً من حيث الوقت الذي يقضونه في التطوع لقضايا خيرية وإنسانية؛ حيث بلغت نسبة من ينفقون المال لخدمة هذه القضايا 47% في الإمارات و48% في السعودية و47% في قطر، وبالإضافة إلى ذلك، فإن غالبية أصحاب الثروات في منطقة الخليج (ونسبتهم 62% في قطر و78% في السعودية و43% في الإمارات) يشترون فقط المنتجات التي تم توفيرها بطرق ووسائل أخلاقية.