الكلمة ليست ماركة تجارية أو وجبة سريعة لدى المحلات المنتشرة التي تفاجئنا كل يوم بإعلان . الكلمة ينطقها غير العرب عندنا لكلمة " واسطة " ، وقد اشتهرت بينهم وأصبحت من ضرورات العيش والتعامل . الشَّافِعُ: الطالب لغيره يَتَشَفَّعُ به إِلى المطلوب. يقال: تَشَفَّعْتُ بفلان إِلى فلان فَشَفّعَني فيه، واسم الطالب شَفِيعٌ؛ قال الأَعشى: واسْتَشْفَعَتْ مَنْ سَراةِ الحَيِّ ذا ثِقةٍ فَقَدْ عَصاها أَبُوها والذي شَفَعا واسْتَشْفَعْتُه إِلى فلان أَي سأَلته أَن يَشْفَعَ لي إِليه، وتَشَفَّعْتُ إِليه في فلان فشَفَّعَني فيه انتشرت الواسطة بين البشر ، وكذا مصلحاتها المتفرقة والكثيرة منها : الشفاعة ومنها اللوبي ومنها حرف الواو ( عند العامة ) ، وقليل من لا يقع بها ويظلمون بها غيرهم ويأخذون حقوقهم ..وفى العقود الأخيرة غزتْ دوائرنا الحكومية منها والخاصة، وربما كل القطاعات ، حتى وصلت إلى المدارس . البعض يعتبر أن الواسطة هي الشفاعة ولا يوجد فرق بينهما ، وآخرون يفرقون . ووجد الغربيون المقيمون في بلادنا عبارة سهلة ومناسبة هي : ( جو بيتوين ) . Go- between وتعني الوسيط . أما الآسيويون عندنا فحفظوها كما ننطقها بالعربية ( فاستا ) . وبعض العامة أدمجوها مع الرشوة فقالوا : ادهن السير . وهكذا ندور ونُمحص للبحث عن شيء ( يقضي اللازم ) ولا يهم ما نُسميه أو يسميه غيرنا . قال المتنبي : - أرى كلنا يبغي الحياة لنفسه حريصا عليها مستهاما بها صبّا . وأرى أنها ( أي الواسطة ) موجودة في كل مكان وزمان وبالقانون . فقد قرأت واقعة أن ريفيّا في الغرب قدم طلب رخصة لإنشاء حظيرة تتسع لبقرتين في حقله . وجاءه الجواب بالرفض لسبب بيئي . لكنهم قالوا : سمّ الحظيرة مرآبا ( كراج ) . فقام بكتابة معروض جديد قال فيه : إنني أرغب إنشاء كراجا لبقرتين. فجاءته الموافقة ! . أقول إن القانون إذا عرف المرء كيف يتعامل معه عن ألف واسطة . وعن الواسطة أذكر بيتين من قصيدة شعبية : (الواو) حرف من الهجا أيّة كتاب يْضمّها لكنها تمردت وأصبح لها قدر وإجلال كبرتْ وصارت (واسطة) والواصل اللي خمّها واللي عجز ماخمّها يصبرْ على نَطْح الجبال