يبدو أن أغلب الشعراء ممن قاموا بإصدار دواوينهم الشعرية قد فكروا بجديه عن الإعلان عن بيع دواوينهم الشعرية من خلال الإعلانات عنها في الصحف والمجلات والقنوات الفضائية الشعرية، طالما أن هناك رفضاً قاطعاً من قبل شركات التوزيع ودور النشر المختلفة والمنتشره لدينا.. الشاعر يقضي وقته وهو يجمع قصائده ومن ثم وقتاً لمراجعة وزارة الثقافة والإعلام لأخذ إذن الطبع، ليصل إلى المطابع لتكتمل طباعة الديوان ثم إلى المنزل ليظل حبيس الأدراج لسنوات عديده بل لن يرى النور على الإطلاق.. هذا هو الحال الآن لدى أغلب الشعراء الذين تقف لهم دور النشر وشركات التوزيع بالمرصاد وكأن الثقافة والشعر لديهم لاشيء، بل المطبوعات التي للتسلية والرسوم ومجلات الأطفال هي الأهم لديهم.. أحد الشعراء يحدثني عن معاناته المريرة مع إحدى شركات التوزيع لدينا، فبعد أن قام بمخاطبة إحدى شركات التوزيع الكبرى لدينا بقصد توزيع ديوانه الشعري، وبعد أن ظل قرابة الشهر وهو على اتصال بالمسؤول عن التوزيع من الجالية العربية يفاجأ بإعادة المظروف الذي يحمل نسخة من الديوان كتب عليه عبارة: (لانستطيع توزيع ديوانك..) وكأن الديوان لاشيء لديهم بل لدى ذلك المسؤول الذي وضعته الشركة يقيم دواوين الشعر .. الأمر هنا غريب جداً، فبعد شهر من المماطلة والوعود والاتصالات يأتي جواب ذلك المسؤول بهذه الطريقة التي لاترقى لرتب وصفوف الذوق الأدبي وكأن ذلك المسؤول هو من يقرر التوزيع من عدمه،ويضيف قائلاً: بل أنني طرقت دور نشر متعدد وكان الرفض مبدأهم فمنهم من يقول نحن لانوزع أي دواوين شعرية إلا عن طريق شركات التوزيع.. ولا أدري ماالقصد هنا ..؟ وبدورها شركات التوزيع تقول نحن لانسوق الدواوين الشعرية وكأن العملية هنا عائمة تماماً ليس لها ضابط ولا عليها رقابة ومسارها غير صحيح. إننا وإن كان لدينا العديد من دور النشر وشركات التوزيع مازلنا نعاني من فقد آلية العمل الصادق والصحيح، فهذا آخر يحدثني أيضاً عن معاناته وهو يحمل دواوينه الشعرية متنقلاً بها بين مكتبة وأخرى وبين سوبرماركت وآخر وبين بقالة وأخرى في منظر مؤلم يوحي بفقرنا التوزيعي والتسويقي الذي سيطرت عليه فئة مبدأها الرفض والكسب المادي فقط، ولا أدري أين الرقابة المفروضة والتي لابد أن تكون من قبل إدارة المطبوعات بوزارة الثقافة والإعلام، ثم قد يتساءل الكثير من الشعراء لماذا تمنح إدارة المطبوعات للشاعر إذن الطبع والتوزيع للشاعر طالما هي تدرك ماتقوم به دور النشر والتوزيع وشركات التوزيع من رفضها ومحاربتها للشاعر.. بل تدرك أيضاُ بأن الشاعر لن يستطيع توزيع وتسويق ديوانه الشعري الذي أخذ منه الوقت والجهد ليرى النور. الصوت هنا سيكون موجهأًُ لمعالي وزير الثقافة والإعلام، ذلك الرجل الشاعر والأديب الذي يحرص على إبراز كل ماهو جميل وراقي ثقافياً وأدبياً ويحرص على تطوير العملية الثقافية والحراك الثقافي المبدع، بأن ينظر في وضع الشاعر وإلى سيطرة ورفض شركات التوزيع ودور النشر التي حالت بين الشاعر والتوزيع لأنه بدأ يلجأ إلى الإعلانات التجارية فدواوين الشعراء معروضة للبيع لمن أراد الشراء بدون تلك الدور وتلك الشركات. أخيراً: قلبي بليل الحزن لاشك مطروق وأنت السبب ياللي بوصفك حسيني ترقص مشاعر خافقي لحظة الشوق لامن سهرت الليل / طيفك يجيني