اجرى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الاثنين في عمان مباحثات تركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها والوضع في الشرق الاوسط، حسبما افاد بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني. وذكر البيان ان الملك عبد الله والشيخ صباح اجريا مباحثات في قصر بسمان "ركزت على سبل تطوير العلاقات الاخوية التي تربط البلدين الشقيقين، اضافة الى عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". واعرب الجانبان عن "اعتزازهما الكبير بالمستوى المتقدم الذي وصلت اليه العلاقات الثنائية والتطور الملموس الذي تشهده في جميع المجالات"، مشددين على "حرصهما على الاستمرار في تنمية هذه العلاقات وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف الميادين، خصوصا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وبما ينعكس ايجابا على مصلحة الشعبين الشقيقين". واكد الجانبان "حرصهما على استمرار التشاور والتنسيق بما يسهم في تفعيل وتعزيز وحدة الصف والتضامن العربي على اسس فاعلة تمكن الدول العربية من التعامل مع القضايا الراهنة ومواجهة التحديات المشتركة خدمة للمصالح العليا للامة العربية وشعوبها". واستعرض الملك عبد الله والشيخ صباح "الجهود الدولية المستهدفة تحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الاوسط وحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني ووفق المرجعيات المعتمدة وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية التي تشكل فرصة حقيقية لانهاء الصراع وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة". كما تناولت المباحثات عددا من "التطورات الراهنة على الساحتين العربية والاقليمية وسبل التعامل معها في اطار رؤية مشتركة تخدم مصالح الامة العربية وقضاياها". وبحضور الزعيمين، وقع البلدان اتفاقية البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي للاعوام 2010-2012 حيث وقعها عن الجانب الاردني وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال نبيل الشريف وعن الجانب الكويتي وكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجارالله. كما ابرم البلدان مذكرة تفاهم في مجال الطرق والجسور والابنية والعطاءات وقعها وزير الاشغال العامة والاسكان الاردني محمد عبيدات ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية والاسكان الكويتي الشيخ احمد فهد الاحمد الصباح. وابرم البلدان مذكرة تفاهم في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وقعها رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية خالد طوقان ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح. وكان امير الكويت وصل في وقت سابق الاثنين الى عمان في زيارة رسمية للمملكة تستمر يومين، هي الاولى منذ اكثر من عشرين عاما، في ثاني محطة من جولته في المنطقة والتي زار خلالها سوريا. واختتم الشيخ صباح زيارته الى دمشق في وقت سابق من امس بعدما جرى الاتفاق خلال اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الاسد على تنشيط وتفعيل مجلس رجال الأعمال السوري الكويتي لعقد منتدى اقتصادي مشترك قبل نهاية العام الجاري وتنسيق الاستثمارات وتشجيعها بين البلدين الشقيقين. ونقل بيان رئاسي سورية ان الاسد والأمير الصباح أعربا عن" ارتياحهما لسير علاقات التعاون القائمة بين سورية والكويت وخصوصاً في المجالين السياسي والاقتصادي وعزمهما مواصلة العمل للارتقاء بها إلى أعلى المستويات بما يعكس عمق العلاقات التي تربط شعبي البلدين الشقيقين". من جانبه، وصف نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي للشؤون الاقتصادية الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح مباحثات الأسد والصباح"بأنها كانت ناجحة ومثمرة وستشكل منعطفا مهما في تاريخ مسيرة العلاقات الثنائية وتطورها". وأشار الشيخ أحمد في تصريح صحافي له امس إلى" عمق العلاقات السورية الكويتية الأخوية والمتميزة التي تربط القيادتين والشعبين الشقيقين"، مؤكدا أن القمة السورية الكويتية "عكست حرص القائدين الأسد والصباح على تعزيز التضامن العربي ودفعه إلى الأمام في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة وخاصة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات إسرائيلية متكررة في قطاع غزة المحاصر ومحاولات تهويد القدس الشريف". وقال إن هذه التحديات "تستدعي توحيد الموقف وتعزيز التضامن العربي لوضع حد لممارسات إسرائيل واجبارها على الاذعان لقرارات الشرعية الدولية مؤكداً أهمية وحدة الموقف الفلسطيني".