منذ وقت بعيد صارت الجامعات محط أنظار العالم أجمع ومركز اهتمامه ومنارة طريقه، وهو الأمر الذي جعل لزاماً على متخذي القرار التوصل إلى معايير للمفاضلة بين الجامعات ومقاييس يتم بها الحكم على نقاط القوة والضعف بين جامعة بعينها مقارنة بأخرى حول العالم، وبعد تطبيق هذه المعايير المعلنة والمتفق عليها مسبقاً - على الأقل من مصدر الأحكام - تلا ذلك إصدار قائمة تبوأت فيها أعرق وأفضل الجامعات في العالم مكانة الصدارة في القائمة، الأمر الذي أثمر عن تنافس شديد بين هيئات ومؤسسات عالمية أخذت على عاتقها هذه المهمة لتصنيف جامعات العالم، فأصبح هناك ما يعرف بتصنيف شنغاهاي وتصنيف تايمز والتصنيف الاسباني بالإضافة إلى تصنيفات عالمية ومحلية أخرى متعددة. وترتكز هذه التصنيفات على معايير تهدف إلى قياس الفوارق بين جامعة وأخرى وإبراز قدرة كل جامعة على النهوض والارتفاع بمستويات التعليم والمعرفة والبحث والتطوير وتم وضع هذه المعايير من قبل مؤسسات متخصصة ومراكز بحث مشهود لها بالكفاءة والخبرة والمهنية، مما أثمر عن تنوع هائل وشمولية تامة لهذه المعايير. وترجع أهمية التصنيفات العالمية للجامعات وأسباب الاهتمام بها حول العالم لعدة عوامل، منها: - تعريف صانعي القرار في الدولة بالمكانة التي تتبوؤها جامعاتهم بين جامعات العالم وإلى أي مدى يمكن الاعتماد على هذه الجامعة، لتحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية للدولة من ناحية، ومراقبة مخرجات الأموال المدفوعة للجامعة للانفاق على التعليم. - تعريف مؤسسات القطاع العام والخاص بجامعات القمة والتي تتصدر قوائم الترتيب العالمي لتنفيذ دراساتهم وأبحاثهم وإيجاد حلول لما يواجههم من مشاكل وعثرات. - تعريف أولياء الأمور بمستوى الجامعة التصنيفي العام والتخصصي حتى يتمكنوا من اختيار أنسب الجامعات لالحاق أبنائهم بها. - تنقية قوائم المصروفات وتكاليف الدراسة من الارتفاع غير المبرر والذي انتهجته العديد من المؤسسات التعليمية - الجامعات الخاصة - متجاهلة حقيقة المستوى العلمي والأكاديمي بها. - تعريف النوابغ من الطلاب المتقدمين للتعليم الجامعي بالجامعة الجديرة بهم في العالم، وهذا مكسب تقني ومادي مزدوج للطرفين: الجامعة كصرح علمي ومعرفي، والنابغين والموهوبين كطلاب علم ومعرفة. - تعريف الباحثين المتميزين وأعضاء هيئة التدريس النادرين بالجامعات المتميزة، التي تستحق ان ينتسبوا إليها، أو يعتزموا زيارتها لإجراء أبحاثهم فيها. ولعل الحضور الواعد والظهور البراق لجامعة الملك سعود في أهم ثلاثة تصنيفات عالمية للجامعات، يأتي بمثابة دليل حقيقي على قدرة هذه الجامعة على الأخذ بزمام المبادرة في المنطقة جمعاء، والوقوف على منصة الريادة العالمية معتمدة على خطط البحث العلمي الطموحة والمتقنة والتي حتماً سوف تؤدي إلى رفع المستوى البحثي والأكاديمي للجامعة، ليقطف ثمار هذه النتائج طلاب الجامعة أولاً والمجتمع والوطن بصورة عامة، وسيكون لهؤلاء الطلاب الذين تخرجوا في هذه الجامعة طلب في السوق المحلية والدولية، لأنهم خريجو جامعة مرموقة وحقاً قال مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان «لم تكن التصنيفات العالمية يوماً هدفاً للجامعة بل هي خارطة طريق تؤدي إلى تصحيح وتطوير مسيرة الجامعة الأكاديمية والبحثية لتصل إلى المكانة العالمية الصحيحة التي تستحقها الجامعة ويستحقها الوطن الذي يدعم الجامعة دعماً لا محدوداً بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي العهد الأمير سلطان وسمو النائب الثاني الأمير نايف ومتابعة وزير التعليم العالي أ.د. خالد العنقري وبهمة وطموح منسوبي جامعة الملك سعود من أعضاء هيئة تدريس وباحثين وإداريين وطلاب». * جامعة الملك سعود