تناولت في العدد السابق مقترح صرف مبالغ مالية إضافية لطلاب الجامعات عبر برنامج حافز تشترك فيه عدد من الوزارات: المالية، والعمل، والتعليم العالي، والشؤون الاجتماعية، والتعليم الفني. هذه القطاعات تصرف رواتب ومكافآت للطلاب وغيرهم عبر بنود مخصصة لمعالجة البطالة والفقر والتحفيز العلمي، وبهذا نستطيع توحيد الجهود عبر صندوق يمكن دعمه من الميزانيات وفائض العوائد النفطية ومساهمات رجال الأعمال والأوقاف. فالأسرة السعودية تتحمل أعباء مالية كمصروف لطلاب الجامعة بسبب كلفة التعليم والمعيشة رغم مجانية التعليم في جميع مراحله... الفارق مابين الطالب الجامعي في الداخل وعددهم حوالي المليون طالب وبين الطلاب المبتعثين، حيث تصل كلفتهم السنوية على الدولة حوالي (100) ألف ريال سنويا قيمة رسوم الدراسة والمكافآت وتذاكر الطيران والتأمين الطبي وقيمة الكتب والمراجع وتأمين تغطية بعض الحوادث والمحامين وغيرها فارق كبير في حين أن الطالب في الداخل لايتحصل إلا على المكافأة الشهرية فقط وتتحمل أسرته جميع المصاريف... ففي ظل الوضع الاقتصادي المحلي والغلاء في المعيشة والسكان والأزمات العالمية التي يعيشها العالم اليوم التي فاقمت البطالة فإنه من المناسب الاهتمام بشريحة الطلاب وإيجاد نوع من المساواة والتكافؤ بين طلاب الداخل والخارج علما بأن طلاب الخارج يشكلون 10 بالمئة من طلاب الداخل، ثم إن الأموال التي ستعطى لطلاب الجامعات ستكون نوعا من ضخ الأموال في الاقتصاد المحلي وتشجيعاً لجيل يواجه التحديات في ظل تشكل دولي جديد وغليان في السياسات العالمية والانفتاح غير المحدود على الإعلام ووسائل الاتصال, كما أن أزمة الإسكان وهي أزمة حقيقية تضرب عصب الأسر والعائلات هذه الأزمة لن تحل في المنظور القريب وإذا حلت جزئيا ستكون في إطار العائلة وليس الأفراد. إذن الصرف على الطالب مكلف ماليا للعائلة لكون الجامعة لا توفر وسيلة المواصلات ولا التغذية المخفضة ولا المراجع والكتب وتقنيات التعليم بأسعار مخفضة، بل زادت الجامعات من سقف ومستوى المعيشة بتعاقدها مع شركات كبرى متخصصة في التغذية والوجبات السريعة وفتحت المجال أمام شركات القهوة الشهيرة للعمل داخل الجامعات وهذا زاد من الاعباء المالية... كما أن مقرات الجامعات لا تصلها مواصلات النقل العام إذا كانت في الأصل موجودة وهذه في مجملها مصاريف عالية على طلاب الجامعات، وبالمقابل توفر الدولة الإمكانات المالية لأبنائنا في البعثات العالمية من المكافآت المجزية والتأمين الأساسي وحتى تذاكر الطيران.. برنامج حافز يقدم الإعانة للفئات المحتاجة حتى لا تزداد أرقام البطالة في حين مكافآت الطلاب بقيت على حالها رغم التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.