لاشك أن عين الرقيب الناقد تدرك التباين الكبير والفروقات الواضحة بين أعمال الإدارات المتعاقبة سواء الحكومية أو الخاصة.. وتثلج في نفس المواطن علامات استفهام حول أسباب نجاح تلك الادارة وفشل الأخرى، مع أن البيئة، والدعم، والقوة العاملة موحدة ومحايدة كما في المختبر..؟ ذلك التساؤل وعلامات التعجب تنسحب على جميع الادارات والمسؤوليات في شتى نواحي المسؤوليات ومناشط الحياة.. أقول ذلك، وأنا أرى محافظة عنيزة، وقد ابتسمت بوجه مشرق، لابسة ثوباً مطرزاً بالخضرة والورود، ومكتسية شوارعها الرئيسية بحلة سوداء مستوية جديدة بدلاً من الاسفلت المتشقق القديم، فالعربات والعابرون يلهجون بالشكر والتقدير للادارة المخلصة.. ولا ريب أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، والمخلص في عمله محل توفيق من الله أولاً ثم ثناء المسؤولين والمنصفين من الناس.. ومع هذا النجاح الباهر، فإن الساحة لا تخلو من الذين يرمون الشجرة المباركة. وإنني أعلم علم اليقين بأن رئيس بلدية عنيزة وفقه الله، لا يحب الاطراء والمديح، لكن الأعمال الجليلة التي قامت بها إدارته تجبر الكاتب أو المتحدث على أن يثني على من كان المحرك الرئيسي لتلك الأعمال، وإذا لم تتحدث عن تلك الأعمال، فإن الصدق في الجهد ينطق بشهادة الحق، وكل لمسة من لمسات الوفاء تشير إلى ذلك.. ومع ذلك، فإننا نقول مع الشاعر: «لكل شيء إذا ما تم نقصان، ولأن همة البلدية كبيرة، وصدرها رحب، ونظرتها واسعة، وقلبها مفتوح لكل الملاحظات، فإن الشوارع الفرعية لازالت ترفع شكواها، وغيرتها من الشوارع الأخرى، وتنادي بالعدل والمساواة في الاهتمامات، لأنها لا تقل أهمية من الشوارع الرئيسية، لأنها هي الشرايين الدقيقة في جسم المدينة والتي أصيبت بالجلطات المستعصية، والمطبات المتعددة. فالشوارع الفرعية تنظر بعين الحسرة والغبطة إلى تلك الشوارع الرئيسية الجميلة وهي ترد «اللهم لا حسد» لكنني أريد العناية مثلها.. ولذلك فهي تستجدي الالتفاتة لعلها تخلص من منغصاتها، فأسفلتها قديم أكل عليه وشرب، والحفر والتشققات تهدد السيارات والمارة وخصوصاً أيام الأمطار، فقد تكونت على مر السنين مكامن تتجمع فيها المياه، تتصيد العابرين، وقد تتسبب في كسر الجمل بما حمل.. فالترقيعات المستمرة والمتطايرة لا تحل المشكلة، فهي لا تزال بثورا سيئة تشوه وجه المدينة الجميل. فهل يكمل العقد الذي يطوق جيد المدينة النظيفة..؟ وإنني لعلى ثقة بأن رئيس البلدية الذي يقدر المسؤولية حق قدرها، لم ولن يخذل نداء الشوارع الفرعية، مثلما لم ولن يخذل كل عمل فيه الخير والمصلحة العامة.