تطلعنا وسائل الإعلام دوماً ونرى بالطرقات العديد من الحوادث المرورية وإصابات ووفيات في بعض الأوقات.. حينها نسأل أنفسنا لماذا هكذا يحدث!! ومن المتسبب في ذلك..؟ ولماذا شوارعنا كل يوم تسقى بدماء .. وتلفظ في وسطها أرواح قد تكون بريئة جراء سرعة جنونية أو حركات استعراضية أو قيادة بلا تروٍ..ومن من!! من المسئول عن ذلك.. وهل له الحق بدمار تلك الأرواح!! لماذا يولي الأب ابنه ذا السن الصغير سلاحا قاتلا بيده لماذا الأب يمهد لابنه طريق الموت والضياع له ولمن حوله؟!!لماذا يسلمه مفاتيح يفتح من خلالها العديد من المشاكل والمصائب وحالات القتل والعجز والإصابات البالغة. نرى العاجز..نرى المقعد..نرى من لا يستطيع التحدث.. عقله واعيا وجسده لا يشعر به..وحينما نسأل يجاب لنا بكلمة"أصيب بحادث مروري"..والمتسبب فيه طفل صغير لم يتجاوز السن القانونية بقيادة السيارة.. لماذا الأب الواعي يعطي لابنه الثقة في هذه الأمور..قد يجعله نقمة عليه ودمارا وضياعا له..لماذا لا يزن الأب أموره بتروٍ وحكمة بعيداً عن هذا وذاك وابني ليس أقل منهم.. إلى متى سيظل الآباء يعطون أبناءهم كل ما يطلبون بلا وجه حق..ونضعهم موضع الخطأ..لماذا ندللهم بهذه الطرق..لماذا نجعله يقود السيارة وهو ليس له دراية بقوانينها ولا بضوابطها فقط تعلم بطرق عشوائية وبتجارب شخصية غير سليمة ويجهل كافة الأنظمة..لماذا لأنه ابنه الوحيد المدلل.. او لانه ليس أقل من غيره في مثل هذه الأمور... إليكم إلى كل أب..شقي وتعب على ابنه في تعليمه وتربيته فهو شيء ثمين ونعمة من الله عز وجل قد تراه اليوم ولا تراه غداً.. وهبك الله جل وعلا نعمة كبرى فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا وهبك الله ولدا صالحا تستطيع انت وحدك ان تبنيه وان تشكله ليصبح لبنة صالحة لك ولمجتمعك..اعطاك الله المال وأعطاه الجاه لكن لا تجعل تلك الأموال يوماً تجعلك تتحسر وتندم على انك جمعتها وسبب في موت ابنك أو إعاقته.. وهب الله العقل لتفكر وتخطط لتلك الامور بكل تروٍ وحكمة..لا تجعل حبك لابنك ومساوته بمن أكبر منه يضيعه وتفقده في أي لحظة وبلا قصد منك.. تروى أيها الأب الفاضل لا تجعل ابنك يجلس على مقود السيارة إلا بعد السن القانونية المفرض عليه ولا تجعله يخطو خطوة الا بتعلم جميع أنظمتها فابنك أمانة في عنقك.. ولا تجعله سببا في دمار حياته وحياة الآخرين.