السرعة المحددة نظاما في شارع التخصصي مثلا هي 70 كم في الساعة كما تؤكد ذلك العلامات الموجودة .. لكن من المؤكد ان الكثيرين يجهلون ذلك إطلاقا !! ومن المؤكد أيضا أن 95 % من سائقي السيارات في هذا الشارع يتجاوزن هذه السرعة المحددة ، لذلك فان النظام يعاقب المخالف ب300 ريال اذا تجاوز السرعة المحددة ب 25 كم في هذا الشارع ويعاقبه ب 500 ريال اذا تجاوز السرعة المحددة ب 50 كم وهكذا ... من هنا بدأت الرسائل النصية غير المسبوقة في مضمونها تصل إلى عدد من الأشخاص وذلك من خلال الهواتف النقالة الخاصة بهم خلال الأيام الماضية .. جاءت كإشعار بأنه تم تسجيل مخالفة مرورية على سياراتهم!! هذه الرسائل كانت على درجة كبيرة من المفاجأة لفئة كثيرة من الناس الذين لم يكونوا يتوقعون ورود مثل هذه الرسائل على هواتفهم النقالة .. لأن منهم من كان خارج المملكة ومنهم من كان في رحلة ومنهم من كان في نزهة ومنهم من كان في عمله أو في منزله .. لذلك كان من الطبيعي جداً أن يثير مضمون مثل هذه الرسائل استغراب بعض الأشخاص ومصدر الغرابة هنا هو كيفية معرفة رقم الهاتف النقال الخاص بالشخص المالك للسيارة . لذلك فالبعض عارض .. والبعض غضب .. والبعض تذمر وأخذ ينشر تذمره ونقده لجهاز المرور على مسامع الآخرين في كل جمع وفي كل ملتقى وفي كل مناسبة .. وهناك من أنكر (وأزبد وأرعد وتوعد) بعدم صحة مثل هذه المخالفات وسارع إلى الاعتراض - وهذا من حقه نظاماً – ولكن بعد تبيان الحقيقة له تراجع والتزم الصمت والانسحاب بهدوء وسارع إلى تسديد المخالفة عندما تأكد له صحة ومصداقية ارتكاب وتسجيل مثل هذه المخالفة وأخذ يلوم سائقه أو ولده أو من ارتكب المخالفة من أسرته !! أما البعض الآخر فهو لا زال يسعى ويراجع على أمل أن يجد خطأ في تسجيل هذه المخالفة .. ولكنه سيهدر الوقت والجهد لأنه سيدرك فيما بعد أن النظام الجديد لرصد وضبط وتسجيل المخالفات وإرسالها له بواسطة هاتفه النقال هو نظام تحكم لم يتعود عليه الناس .. لذلك فعلى الجميع مراجعة أنفسهم ومراقبة سائقيهم وأولادهم قبل أن تساورهم الشكوك في مثل هذه المخالفات وإطلاق الأحكام الخاطئة ضد جهاز يهدف إلى سلامتهم . هذه حال فئة من الناس خلال الأيام الماضية في مدينة الرياض منذ بداية تطبيق نظام ساهر لرصد وضبط المخالفات المرورية في مدينة الرياض وبصورة غير مسبوقة من حيث سرعة إرسال المخالفة وإبلاغ صاحب السيارة بالمخالفة وهذا نظام لايمكن أن يدع مجالا للخطأ في رصد وتوثيق المخالفات من واقع رقم لوحة السيارة في وقت قياسي وبدرجة عالية لم يدرك كثير من الناس بعدُ دقتها في عملية الرصد إلا بعد أن يحضر بنفسه ويطلع على عملية الرصد والتسجيل والتوثيق الدقيق .. المشكلة هنا تكمن في بعض الأشخاص ... فللأسف كثير من الناس يتذمر ويشتكي وهو يدرك أن النظام وضع أصلاً لضبط أسلوب قيادة السيارة في الشوارع وفرض نظام ينشده الجميع وكما هو معمول ومتبع في كل دول العالم المتحضرة والمتقدمة .. والنظام لم يستهدف الأشخاص النظاميين والمسالمين والذين يسيرون بسياراتهم بهدوء وبسكينة في الشوارع دون ضرر بالآخرين ودون تجاوز الأنظمة .. لذلك فانه من المستغرب جداً أن يصدر تذمر من شخص ارتكب هو أو سائقه مخالفة مرورية صريحة ويجب على البعض أن يفرق بين المخالفات والرسوم المالية فالمخالفات المرورية هدفت إلى ضبط وتنظيم عملية قيادة السيارات في شوارع العاصمة وفي شوارع بقية مدن المملكة لاحقاً إن شاء الله من أجل سلامتهم وسلامة أطفالهم . إن نظام ساهر ليس نظام جباية أموال من الناس دون وجه حق كما يظن البعض للأسف الشديد بل هو نظام يهدف إلى تحقيق السلامة المرورية والأمنية لمصلحة المجتمع والأفراد وهو أكبر وأشمل من مجرد تسجيل مخالفات . وهو نظام يكفل حقوق الجميع خاصة في موضوع ضبط ملكية السيارات ... فقد كشف النظام عن أن هناك سيارات مباعة منذ سنوات طويلة ولكن لم تنقل ملكيتها للمشتري في حينه وذلك لثقة سائقها المفرطة في المشتري أو الوسيط .. ولكن ظلت هذه السيارات بأسماء مالكيها السابقين دون أن يعلموا بذلك وهذا ما كشفه نظام ساهر من خلال الرسائل المرسلة إلى المالك الفعلي الذي وصل إليه النظام من واقع سجل السيارة بالتنسيق التام والمحكم والسريع من خلال معلومات الهوية ومعلومات شركات الهاتف النقال .. لذلك فقد كشف النظام عن سلبيات وأخطاء كثيرة ارتكبها فئة من الناس في جانب الاهتمام بنقل الملكية دون أن يدركوا بعد ذلك الخطر . على البعض ألا يشكك في أهداف المشروع ويذهب إلى ظنون وتأويلات خاطئة وينشرها بين الناس .. فالنظام يهدف إلى معاقبة المخالفين فقط ويبحث عن المخطئين فقط وهنا تأتي المسؤولية على المواطنين وأصحاب الشركات والمؤسسات في ضبط قيادة سياراتهم ومتابعة سيرها في الشوارع بكل هدوء أيضاً على أصحاب شركات تأجير السيارات التأكيد على المستخدم الفعلي ( المستأجر) بالالتزام التام بالتقيد بالسرعة المحددة في الشوارع والتي تحددها العلامات الإرشادية حتى لا يتفاجأ احد منهم برسائل إشعار المخالفات التي ضبطها نظام ساهر .. هذا النظام الذي سيقضي إن شاء الله على التسيب والفوضى المرورية ...