لا جدال أن التعصب الرياضي هو من أبرز العيوب والأمراض التي تشوه الرياضة، وللأسف فقد انتشر في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ في معظم دول العالم ومنها بلداننا العربية، ونتذكر كيف وقعت كوارث بشرية مفجعة في مباريات كروية أوروبية وعربية بسبب التعصب، والتعصب بشكل عام هو الميل المبالغ فيه لشيء ما لدرجة كبيرة يجعل من الشخص يتحيز لما يحب لدرجة تصل إلى تجميل القبيح منه وتحويل سلبياته إلى إيجابيات في نظر الناس. وفي عالمنا الرياضي اليوم، تعاني الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصا، من تعصب الجمهور والإدارات الرياضية على حد سواء، بممارسة الشتم أو القذف أو النقد الجارح وربما يصل إلى أمور أخرى أشد كالإيذاء البدني والمادي، وتخريب المنشآت، ومن المؤلم أن نرى بأن التعصب الرياضي في الوطن العربي قد وصل لمرحلة خطيرة جداً. البعض يرى في التعصب أمراً طبيعياً، ونحن نقول إن هناك فرقاً بين التشجيع وبين التعصب، فالتشجيع هو جزء مهم من الوفاء للفريق والنادي والمنتخب وحق على من يحب فريقه، لكن التعصب غير. ويجب ألا نقيس عليهما لأن الله ميزنا بهذه الاخوة التي ولو تمعنا بها سنجدها أسمى وأعلى من كل ناد أو فريق أو حتى من كيان وتاريخ رياضي برمته ويكفي أننا نؤثم شرعاً إن تبادلنا أي نوع من الشتائم أو أي شيء يمس هذه الرابطة الاخوية السامية. والرياضة إذا خلت من التعصب فلاشك أنها تكون ذات منفعة عظيمة للأمة والأوطان، الرياضة متعة بريئة ترتقي بالنفوس وتسمو بها، ويجب أن تستغل لتصلح فيما بيننا، ولا يجوز الخصام أو الشجار من أجل مساندة فريق أو ناد، بدلا من أن نتابع فريقنا ونشخص هفواته نقوم بالبحث عن أخطاء الفرق الأخري والتصيد لها وعلاج ذلك هو الروح الرياضية ولا نكابر حينما نرى الخطأ ضد نادينا، ألا نجعل تشجيعنا يفقدنا احترام الآخرين، بل أن نشجع بكل حيادية.