اعترف بأنني بعيد هذه الأيام عن الرياضة وعن التشجيع الرياضي بعد أن أصبح الجو الكروي مشحونا بروح من التوتر والتعصب المقيت الذي أصبح يؤثر على صحة وأعصاب من هم في سني من تلك الشريحة من المشجعين الرياضيين التي تتابع اللعب النظيف والأداء الجيد للفرق الرياضية أكثر من تحيزها أو تعصبها الأحمق لفريق ضد آخر. لقد بت أخشى مشاهدة بعض المباريات خوفًا من أن تتأثر صحتي بتعليق مذيع رياضي متحيز، أو سوء تصرف لاعب أهوج، او إدارة فريق تقوم بإشارات تحريضية تشعل المدرجات تعصبًا، أو سوء تحكيم. أما تحيّز بعض الكُتاب لبعض الأندية فإنه يصيب القارئ بالغثيان على حال بعض الأقلام التي لا يرى أصحابها في الكون إلا فريقهم الكروي.. حتى لو كان ما قدمه على أرض الملعب لا يتناسب مع أساسيات اللعب أو الروح الرياضية. أما ما هالني حقًا وأزعجني وأصابني بالغثيان فهو ما ذكره أحد رؤساء الأندية من قيام جماهير بعض الأندية السعودية بتشجيع الفرق الأجنبية ضد النادي الوطني؟! فهذا - إذا كان صحيحا – هو أمر خطير يشير إلى فقدان الروح الوطنية، لكنه مؤشر أيضًا لوجود خلل ما.. إما في الفكر الرياضي السائد، أو في إدارات الأندية، أو الجماهير الرياضية، أو في الكتاب الرياضيين أو في النادي نفسه، !!