خُلقت الحناجر لتقول ، والحبال الصوتية لتنغيم الحروف ، ومهمة اللسان النطق بالكلمات هكذا هي آلية صوت الإنسان (ذكراً أو أنثى) ويبقى الكلام الذي يُقال ومن ثم الأفعال هي المُعتمد فإن قال بالحق لا تثريب عليه وإن قال عكس ذلك فهو العورة ، نعم الصوت عورة حين ينطق بالأكاذيب والدجل والخزعبلات، والصوت عورة حينما يُداهن وينافق من أجل التسلّق والتعدي على حقوق الغير.الصوت عورة حينما يرتفع مُجلجلاً بشتم الزوجة أمام أطفالها وتقريع الأبناء أمام الناس بمناسبة وبدون مناسبة. الصوت أراه من وجهة نظري عورة حينما تتناقض الأعمال مع الأقوال فيُزمجر أحدهم على سبيل المثال بحكاية تحريم الاختلاط المزعوم ويكتشف الناس أن ذات القائل يُجالس النساء على انفراد ويضاحكهن ويمازحهن ، صوت الرجل (المتمشيخ) هو العورة حين يؤلب السذّج على الحكومة فيما تتخذه من قرارات اجتماعية أو تنموية أو ترفيهية ويدعو إلى مقاومتها ورفضها بحجّة التمسّك بثوابت يراها هو دون غيره،الصوت يصبح عورة حينما يتم توجيهه من الخارج بالريموت كنترول بهدف زعزعة أمن البلد والانتقاص من قياداته ونشر الإشاعات والأكاذيب وما أكثر العورات الصوتيّة في زماننا هذا ولكن الأعجب منها أن يُسمع لها ويتّبعها أُناس قد نمتْ لحوم أكتافهم من خيرات هذا الوطن وثرواته. ليس الصوت العورة هو الذي يفتن الرجال بل العورة هو من لا يعترف بالوقائع ولا يُريد تصديقها ويرتفع فقط دفاعاً عن أشخاص أو هيئات جعلت حياة الناس جحيماً وفضاءهم سجناً كبيراً..! حسناً أين الصوت المباح غير العورة ؟؟ أراهُ في صوت الكائن البشري الذي ينطق بالصدق والعدل والعقل هو صوت الضمير الواعي صوت الحقيقة وحقوق الإنسان هو الصوت غير المتعنصر للجنس أو المعتقد أوالمكان أو الطبقة . نعم قد حان الوقت لتحرير المفردات المُبهمة حتى نمضي قُدُماً للأمام.